الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الانزعاج من جلوس الرجل مع خطيبته التي عقد عليها لا مبرر له

السؤال

أقيم مع صديقتي وهي مخطوبة وعاقدة, لا تخرج دوما مع خطيبها بسبب كثرة مشاغله, لذلك وافقت على زيارته لنا في البيت, كنت أجلس معهما ثم قررت أن أتركهما بمفردهما إلا أن ذلك أزعجني خاصة عند سماعي لضحكاتهم وهمسهم أو عندما يعم الصمت تماما... فقررت أن أطلب منها أن تحترم وجودي فأجابتني بأنها لا تستطيع أن تتحكم في زوجها فهي تتركه يفعل ما يريد حتى لا تغضبه وأضافت إن كنت متضايقة فعلي أن لا أتركهما لوحدهما أي أنها خيرتني بين البقاء معهما طيلة السهرة أو أن لا أتذمر، ولكن ذلك سيسبب الإحراج لنا جميعا فقررت أن أكلم زوجها وطلبت منه أن يحترم وجود فتاة معهما فغضب وقرر أن لا يعود إلى بيتنا مجدداً وهما إلى الآن يتهماني بأنني السبب في أن لا يستمتعا معا وبهذه الفترة ما قبل الزواج، وهو يتهمني بأنني لا أحب صديقتي مع أنني وافقت على دخوله إلى المنزل من أجلها بالرغم من أن ذلك يزعجني كثيراً، فهل كنت حقاً مخطئة، فأرجو أن أجد الإجابة في أقرب وقت فأرجوكم؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان هذا الرجل قد عقد له على هذه الفتاة عقداً شرعياً فقد أصبحت زوجة له فيحل له منها ما يحل للزوج من زوجته، وبهذا يعلم أنه لم يخطئ بالضحك مع هذه المرأة أو بحديثه معها أو غير ذلك فهي زوجته، ما دام ذلك في غير حضورك، ولذا فلا داعي للانزعاج وتحميل الأمر أكثر مما يحتمل، ومما ينبغي التنبه له أنه إذا كان هناك اتفاق على تأخير الدخول أو جرى العرف بذلك فينبغي مراعاة ذلك، والأولى المبادرة إلى إتمام الزواج وعدم تأخيره ما أمكن.

وما كان ينبغي لك الجلوس معهما إن لم تكن هنالك حاجة لذلك، وإذا كان هذا الرجل من غير محارمك ولم تراعي الضوابط الشرعية عند الجلوس معهما من التزام الستر والحشمة فإنك آثمة بذلك فتجب عليك التوبة، ولا يجوز لك التساهل في الحديث معه إلا لحاجة، ويبدو أنك جنيت على نفسك وأوقعتها في الإحراج بجلوسك معهما والتساهل في هذا الأمر، وعلى كل حال فلا ينبغي أن تدعي فرصة للشيطان ليوقع بينك وبين صديقتك فتكون الشحناء والبغضاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني