الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قول الوالد (دائما تعطيها ولاتأخذي منها ليست بوصية بعد الموت )

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا فتاة ابلغ من العمر 26 سنة عندما كنت صغيرة كان والدي رحمة الله عليه دائمايضحك معي ويعطي اختى الصغيرة اموالا حتى اغتاظ وكان هذا على سبيل الدعابة وبعد ذلك يعطيني ايضا واكثر منها ونفس الشيء كان يفعله مع اختى الكبيرة ومعي ولكن قبل موته بساعات كنت استذكر دروسي وانا في السنة الرابعة (البكالوريوس ) وكنت لم اعمل بعد، وكان يضحك وقال لي بضحك : أين اموال اختك التي اعطيتها لها ؟ قلت له : لم آخذها وضحكنا وفي آخر الحديث انقلب وجه من الضحك إلى الجد وقال لي : دائما تعطيها ولا تأخذي منها . مع العلم انه يعلم اني لا آخذ منها أبدا ولكن هذا كان على سبيل الدعابة وسؤالي هنا : هل تعتبر هذه وصية أي انه وصاني ان أصرف عليها واكون مسئولة عن مصاريفها مع العلم انني الآن أعمل ومخطوبة وخطيبي لا يريدني أن أعمل وأيضا لا أستطيع أن آخذ من نقوده وأعطيها لاختي لأن هذا حرام واذا وافق لن اكون مستريحة لأننا مازلنا في بداية حياتنا وامكانانتنا المادية محدودة وعندما قلت اوفر لهامبلغا حتى اتزوج فان خطيبي لا يريدني أن اعمل الآن نظرا لأنني بعيده عن اهلي واقيم مع اختي فقط فأطلب منكم سرعة الرد نظرا لأنني سوف اسافر بعد ايام ولن يكون سهلا علي الوصول الي انترنت للاستعلام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقول والدك لك: دائماً تعطيها ولا تأخذي منها، ليس من باب الوصية الواجبة التي يلزم تنفيذها. وإنما هو من باب التوجيه والنصح والحث على صلتك بأختك ورعايتك لها. وقد قرر أهل العلم أنه ليس للأب أن يأخذ من مال أبيه ليعطيه لابن آخر له، فلو قليل هنا: إنه أمرك أن تدفعي من مالك لأختك لم يكن ذلك لازماً.
وبهذا يعلم أنك لست مسئولة عن الصرف على أختك، ولا يلزمك ما ذكرت في السؤال من توفير المال لها أو الأخذ من مال زوجك. لكن إن استطعت أن تصليها بالمعروف، و أن تساعديها بما لا يعود بالضرر عليك، فهذا من البر والإحسان والخير وصلة الرحم. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني