الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستخارة سببٌ في تيسير الخير

السؤال

صليت الاستخارة من أجل عريس تقدم لي، فحلمت أن الثلج ينزل بشكل جميل وفرحنا به لكن استغربناه لأننا بفصل الصيف. وطلبت من ابنة الجيران أن تصلي لي استخارة من أجل نفس الموضوع، فحلمت أن أختها مخطوبة لشخص ما وهي غير مرتاحة معه.
فما التفسير؟ وهل للحلم أي اعتبار في صلاة لاستخارة علما أني استيقظت ثاني يوم بعد الاستخارة بشكل طبيعي و كنت مرتاحة، وبنت الجيران أيضا كانت مرتاحة بعد الاستخارة..فهل في هذا الأمر خير لي أم لا؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من الضروري أن يرى الإنسان بعد صلاة لاستخارة رؤيا تكشف له حقيقة الحال، لكن عليه أن يستخير الله بتجرد عن الهوى وتوكلٍ تامٍ على الله ثم يفعل بعد ذلك ما ينشرح له صدره وتطمئن إليه نفسه مع الاستعانة بمشاورة الثقات من أولي الرأي، فقد قيل: ما خاب من استخار الخالق واستشار المخلوق، بل الذي يظهر أن الاستخارة سببٌ في تيسير الخير، فعلى الإنسان أن يستخير ثم لا ينتظر رؤيا ولا غيرها بل يمضي فيما أراد، فإذا تيسر علم أن الخير فيه وإذا تعسر علم أنه لا خير فيه.

قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: فإذا استخار الله كان ما شرح له صدره وتيسّر له من الأمور هو الذي اختاره الله له. اه‍ـ من مجموع الفتاوى 10/539.

وأما ما يعتقده بعض الناس من أنه لا بد أن يرى في نومه ما يدله على المطلوب فوهمٌ لا حقيقة له وليس له مستندٌ شرعي، وينبغي أن يُعْلم أنه لا يشرع أن يستخيرَ أحد عن أحد بل يستخيرُ كل أحدٍ لنفسه كما يدل له نص حديث جابر الثابت في الصحيح وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: إذا همَّ أحدكم بالأمر.... الحديث، فقوله أحدكم يدل على أن كل أحدٍ يستخير لنفسه...

وهذا هو المرجح عندنا مع أن بعضا من أهل العلم رأى غيره؛ كما في الفتوى رقم: 56694.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني