الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تؤاخذ والدة تارك الصلاة

السؤال

هل هناك حديث عن تارك الصلاة وهل أمه تتعذب يوم القيامة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن الأحاديث الواردة في بيان حكم تارك الصلاة، حديث: بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة. رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن حبان ورواه ابن حبان والحاكم، ومنها حديث: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم.

وقد استدل كثير من العلماء بهذه الأحاديث على أن تارك الصلاة كافر كفراً مخرجاً من الملة، وقد وردت أحاديث ضعيفة في بيان عقوبة تارك الصلاة وأحاديث في ذمه، كالحديث الذي ذكرناه في الفتوى رقم: 3275، وكحديث: من أعان تارك الصلاة بلقمة فكأنما أعان على قتل الأنبياء كلهم. وهو حديث موضوع كما قال العلماء، ويكفي في ذم تارك الصلاة أنه متوعد بالعذاب الأليم وأن الشرع أطلق عليه وصف الكفر، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 6061.

وأما هل تعذب أمه يوم القيامة؟ إن كان المقصود هل تعذب لكون ابنها تاركاً للصلاة فجوابه أن الله تعالى لا يعذب نفساً بذنب غيرها، كما قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ {المدثر:38}، و قال تعالى: وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}، ولكن قد تؤاخذ أمه إذا قصرت في تعليمه وتربيته وقت صغره أو قصرت في نصحه لأنها فرطت في الواجب عليه من التربية والتعليم والنصح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني