الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضغط الأهل لتزويج بنتهم من مدينتهم لا غير

السؤال

أنا صاحبة السؤال عدد 2192439 وأريد أن أعرف في حالتي هذه هل يعتبر وليي عاضلا لي فإن عائلتي لا تشترط شيئا في موافقتهم بزواجي إلا أن يكون من مدينتنا، ولكن أنا أريد أن أتزوج من الشاب الذي أحبه والذي هو على دين وخلق ولا يهمني سوى ذلك، ولقد تعرضت مرات عديدة للضرب والإهانة من أجل تشبثي به وقد أجبروني مرتين في السابق لخطبتي على شابين بالغصب ولكن الله جعل أسبابا وباءت الخطبتان بالفشل وتعرضت كذلك للضرب والإهانة بسبب ذلك، ولكن إن ثبت عضلهما لي حسب فتواكم لا أستطيع أن أشكوهما إلى القاضي حيائي يمنعني من فعل ذلك فهم في الأخير والدي ولا أستطيع فعل ذلك فيهما.
ومشكلتي الثانية وهي رفع الصوت على والدي فهذا الشيء يؤلمني كثيرا ولكنه شيء خارج عن إرادتي دون أن أشعر أحاول التحكم في أعصابي ولكن دون فائدة فالضغط علي كثير ومشاكلي معهم أكثر شيء تخص الدين والزواج، فأنا أحاول جاهدة الإصلاح من نفسي والتقرب إلى الله والبحث عن الطريق إلي الله ولكنهم يعارضونني في كثير من الأمور بدعوى أنه علي الآن طاعتهم وفعل ما يريدونه من تبرج وفتن إلي غير ذلك حتى تتم خطبتي ممن يحبونه ويرضونه، وبعد أن أتزوج ويتخلصون مني أستطيع أن أفعل ما أريد وأحاول إقناعهم لكن دون جدوى مما يؤدي إلى تفلت أعصابي ورفع الصوت إلى جانب أنه شيء وراثي في العائلة إلى جانب أنني عصبية وخاصة لأنهم يريدون التشبث بعادات وتقاليد خاطئة منافية للدين، وقد تعبت كثيرا من هذا الوضع لذلك أريد أن أتزوج بسرعة ممن أرضاه دينا وخلقا كي أبتعد عن والدي وضغطهما مما يؤدي بي إلي رفع الصوت مما يؤدي بي إلى عقوقهما مما لا أحبه لأن الله لا يحبه.
أرجو منكم إرشادي ماذا أفعل فأنا لا أريد أن أقع في عمل يغضب الله وأعتذر على الإزعاج وأرجو منكم الدعاء لي بأن يحفف الله كربي وهمي ويسهل زواجي ممن أحبه وأرضاه.
وجزاكم الله خيرا وجعلها في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالولي يكون عاضلا لمن في ولايته إذا امتنع من تزويجه من كفء ولم يكن له في امتناعه عذر مقبول، وليس من العذر كون الخاطب من غير مدينة المخطوبة، وإذا لم يكن لأهلك من العذر في الامتناع عن تزويجك غير ما ذكر فإنه يعتبر عاضلا لك، فندعو الله أن يقرب بينك وبين والديك, وأن يهديهم للتمسك بأهداب الدين الحنيف وأن يثبتك على برك لهما, ويجعل في قلبيهما الحب والعطف عليك.

واعلمي أنك في اختبار صعب ولا نجاح فيه إلا بالاستعانة بالله والتوكل عليه والتزام الدعاء والتضرع والبكاء بين يديه, والحل العملي (الشكوى للقاضي) لمشكلتك ترفضينه برا بوالديك فجزاك الله خيرا.

فحاولي أن تستعيني ببعض أقاربك أو أصدقاء والديك ليتركانك تتقربين إلى الله وهما أول المستفيدين من بركة ذلك, واعلمي أنك في زمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر, وسيجعل الله لك فرجا ومخرجا, ولا تنزوي بل تعاوني مع بعض صديقاتك في الله في عمل الخير، وحاولي جذب أخواتك وأمك معك عسى أن يرق قلبها ويزين الله فيه الإيمان ويكون في ذلك فرج لك وسعادة وسط أهلك.

ثم ما ذكرته من العصبية وأن رفع الصوت أمر وراثي في العائلة ليس حجة لك في رفع الصوت على أبويك، وإن المرء مطالب بتعديل أخلاقه وتكييفيها مع شرع الله.

واعلمي أنه لا يجوز لك أن تطيعي والديك في التبرج أو في أي شيء آخر مناف للدين فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؛ كما في الحديث الشريف.

ونسأل الله أن يعينك على بلوغ غايتك ويرزقك ما تقر به عينك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني