الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاناة الأب المغترب بعيدا عن زوجته وأبنائه وهل يوجد حل

السؤال

أعاني من بعد أولادي في الغربة وحاولت استقدامهم ولكن قانون البلاد لا يسمح إلا بشروط لا تتوفر عند العامة, ولي 15سنة مكثت مع الأولاد ما يقارب السنة في مجمل 15سنة غربة، ما حكم المخالف في ذلك؟ ولكم جزيل الشكر ووفقكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من حق الأولاد على أبيهم أن يجدوا منه الرعاية والعناية بالإنفاق عليهم والاهتمام بتربيتهم التربية الصحيحة القائمة على عقيدة وأخلاق الإسلام، فإذا لم يكن وجودك في الغربة سببا في التفريط في شيء من ذلك فلا يلحقك منه إثم, وإن كان سببا في التفريط في شيء منه فتأثم به، وراجع الفتوى رقم: 21752، لمزيد الفائدة. وهذا من جهة الأولاد.

وأما من جهة الزوجة فإن لها حقا عليك أن لا تغيب عنها أكثر من ستة أشهر إلا برضاها، فإن كانت زوجتك راضية بغيابك عنها هذه المدة فلا إثم عليك وإلا كنت آثما، وراجع الفتوى رقم: 41508.

فالذي ننصحك به وعلى كل حال أن تجتهد في أن تجتمع بأهلك، إما بالاجتهاد في البحث عن سبيل لاستقدامهم من غير الوقوع في المخالفة لقوانين البلد الذي تقيم فيه, أو بالرجوع إلى بلدك والإقامة مع أهلك، ففي وجود الأب بين أبنائه من أسباب السعادة ما لا يقدر بثمن، ثم إن هذا الزمان قد كثرت فيه الفتن وهذا يستوجب أن يكون الأب قريبا من أهله فيعف زوجته ويرعى أولاده، ولعل الله تعالى أن ييسر لك من أسباب الرزق ما لا يخطر لك على بال، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2-3}. ولمزيد الفائدة يمكنك مطالعة الفتوى رقم: 74275.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني