الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفريق الأهل بين الإخوة في المعاملة والتقتير في النفقة

السؤال

أمي وأبي منفصلان منذ كان عمري 10 سنوات وانفصلا سابقا منذ كان عمري 2 حتى وصلت ل6سنوات المهم أنهما الآن في بلد مختلفة وأمي لم تتزوج وربتني أنا وأخي بعكس أبي الذي تزوج وأنجب أختا لي مع العلم أنه كان ومازال مقترا ماديا، ويرسل المال بأقل مما نستحق لدرجة أنني حاولت لتغيير صورته أمام أخي أرسلت لأبي مبلغا ماليا ليرسله لأخي كأن أبي هو من أرسله وقلت عسى أن يحرك ذلك فيه روح الأب ويفعل شيئا وجدته أرسل مضافا عليه 20جنيه فقط علما بأنه كان يعمل بالخارج ولديه أملاك، لكن غير متأكد من درجة يسره، لكن أشك بشكل كبير وفي نفس الوقت لا أريد ظلمه، المهم حاليا قد سافرت وأعمل بالخارج وعند الحضور لمصر بإجازة أقع في موقف محرج أمامهما وأمام الله، أولا حيث إني يجب أن أزور أبي لكن أشعر بغيرة أمي من هذا بل في آخر مرة ذهبت إليه فعلا فانقلبت الإجازة في النهاية إلى جحيم لم أستطع الاستمتاع بأي شيء فيها حتى رجوعي مرة أخرى، ماذا أفعل معهما لا أريد أن أغضب الله فطاعة الوالدين من طاعة الله علما بأن أمي لها أناس تعرفهم جيرانا لأبي وستعرف أني ذهبت إليه دون أن تعرف لو حاولت أن أقوم بهذا الشيء، أيها السادة لا أعرف ماذا أفعل في هذا الأمر.
لدي سؤال آخر أمي أشعر بأن معاملتها معي مختلفة عن أخي، ففي حياتي أحاول أن أكون لينا معها لا أشق في شيء عليها، فكانت تستغل هذا وعند خطئي كان توبيخي أشد عندما أخطئ بشيء أجد رد فعلها مختلفا عن أخي الذي يكاد يكون طباعه حادة صارمة لا أعرف ماذا أفعل فهذا بشكل عام يؤلمني ولا أعرف ماذا أتصرف معها فماذا سأفعل لو فكرت بالزواج فالأمر سيكون أشد معي ومع زوجتي فمن شدتها معي أصبحت ردود فعلي مع الأشخاص أصحاب النفوذ في حياتي خوفا لا احتراما، وأبي مقتر وحتى مشاعره جافة مع أخي وأحيانا كثيرة معي فعندما جئت له بالكويت عاملني بطريقة كانت بشكل لا يصدق، فالتعامل المادي، هذه عيوبهما لكن أحبهما ولا أعرف ماذا أفعل معهما لأرضيهما، فهذا شيء مؤلم، فإن أرضيت أحدهما غضب الثاني ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من شك في أن ما ذكرته عن أبيك من التقتير عليكم في الإنفاق يعتبر خطأ إذا كان له مال وكانت نفقتكم لم تزل واجبة عليه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول. رواه الحاكم وغيره.

كما أن أمك تعتبر مخطئة فيما نسبته لها من التفريق بينك وبين أخيك في المعاملة، ومن سعيها في قطعك للصلة مع أبيك.

وعلى أية حال فإنك مأمور ببرهما مهما كانا، ولا يعذر المرء بمقاطعة أو إساءة معاملة الوالدين حتى في حال شركهما، قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {الإسراء:23). وقال تعالى: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان51}.

فواجب عليك برهما ولا يجوز أن تطيع أمك في قطعية أبيك فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق كما في الحديث الشريف، وليس معنى ذلك أن تغيظ أمك بالذهاب إلى أبيك جهارا، وإنما يمكنك أن تتحين لذلك أوقاتا لا يظهر فيها الجيران في الطرقات أو الشرفات، أو تتصل به بالهاتف وتقابله في مكان آخر.

وبالنسبة لزواجك فيمكنك أن تدرس الموضوع مع والدتك وتطلب مساعدتها في اختيار زوجة تسعدك، وتذكر لها حرصك على أن أي شيء من ذلك لن يكون إلا برضاها، فلعل هذا يرضيها بزواجك ولا تتسبب لك في مشاكل جديدة، وجاهد في طلب رضاها وأظهر لها انكسارك وسوء حالك بدون ذلك، وأنك وزوجتك ستكونان رهن إشارتها، وعليك بكثرة الدعاء فإن قلوب العباد بين أصبعي الرحمن يقلبها كيف يشاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني