الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى حديث: إنك لن تدع شيئا لله عز وجل إلا بدلك الله به...

السؤال

هناك حديث شريف يقول من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه ..
وأنا تركت ولله الحمد عملا حراما وكذا بضاعة جاءتني لأنها محرمة شرعا تركتها خوفا من الله عز وجل ..
فهل التعويض بالدنيا أم الآخرة ..؟؟
يعنى الله يعوضني ماليا عن الفرص التي تركتها في الدنيا أم يحفظها لي السميع العليم يوم يفر المرء من أمه وأبيه .....؟؟
وهل التعويض مباشرة أم بعد فترة في الدنيا ..؟؟؟
جزاكم الله خيرا...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هذا الكلام بهذا اللفظ ليس حديثا نبويا فيما نعلم وإنما يروى عن بعض السلف، فقد نسبه ابن العربي في تفسيره لإبراهيم ابن أدهم، ولكن معناه صحيح، فقد ثبت في الحديث: إنك لن تدع شيئا لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه. رواه الإمام أحمد وصححه الألباني، وقد روي حديث آخر بلفظ: ما ترك عبد شيئا لله لا يتركه إلا له إلا عوضه الله منه ما هو خير له منه في دينه ودنياه، ولكن هذا الحديث ضعفه أهل العلم، وقال الألباني: إنه موضوع.

أما التعويض فهو كما يقدره الله تعالى، فقد يكون في الدنيا، وقد يكون في الآخرة، وقد يكون فيهما.

وينبغي للعبد أن يحسن الظن بالله تعالى ويعلم أن ما يختاره الله له خير من اختياره لنفسه، فنسأل الله تعالى أن نكون ممن يعوضهم في الآخرة أكثر من الدنيا لأن الله تعالى يعطي الدنيا لمن أحب ولمن لا يحب، ولا يعطي الآخرة إلا لمن أحب من أهل الإيمان والتوحيد، جعلنا الله عز وجل من أهلها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني