الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تدخل تكاليف زينة الزوجة ضمن النفقة الواجبة لها

السؤال

هل تكاليف الزينة التي تتزين بها الزوجة لزوجها تعتبر من النفقة الواجبة لها؟ لأنني أريد أن أتزين لزوجي لكنني لا أملك مالا, ولدي بعض مستحضرات التجميل قدمت لي هدية لكنها ليست جيدة وأخاف أن تسبب لي حساسية بكثرة استعمالها، زوجي لا يشتري لي أدوات زينة فكيف سأتزين له وإذا فكرت أن أقول له أن يشتري لي فسيقول لي: أنت لست في حاجة للزينة, كما أن أثمان الجيد منها مكلف ولن يحبذ الفكرة, يعني أنا أريد أن أعمل بقول الرسول عليه أفضل الصلوات والسلام لكنني لا أستطيع وأحيانا أرى زوجي ينظر إلى فتاة متبرجة في التلفاز مثلا, تسيطر علي أفكار كأنه يود لو أني مثلها و أنا أقل منها وأنه لا ينظر إلي لأني لست مثلها.. مثلا أنا لدي كحل لكن 90 في المئة منه رصاص وهو مضر للعين,ولذا أنا أريد كحلا لا يضر ولكنني لا أملك المال , فهل من حقي شراء ما أريد من أدوات التجميل علما أن زوجي لا يكره أن أكون جميلة له لكنه سيصنف هذا ضمن تبذير المال فماذا علي أن أفعل، أترك التبرج له والتزين له حتى وإن جعله هذا ينظر لغيري نظرا ققط لكنه يجرحني, أم أتزين بما أملكه حتى و إن كان يضر بي, أو أن أطلب منه أن يشتري لي حتى و إن لم يحبذ الفكرة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن ناحية الوجوب فلا يجب على الرجل تكاليف زينة المرأة ولا تجب أيضا عليها هي، لكن إن وفرها لزمها استعمالها، جاء في مطالب أولي النهى مع شرحه -وهو من كتب الحنابلة-: ولا يلزمه يعني الزوج ثمن طيب وحناء وخضاب ونحوه كثمن ما يحمر به وجه أو يسود به شعر لأنه ليس بضروري وإن أراد منها تزيينا أو قطع رائحة وأتى به لزمها استعماله. انتهى بتصرف يسير.

وقد سبق مثله في الفتوى رقم: 49823، عن الشافعية، هذا من الناحية الفقهية.

أما من الناحية الأخلاقية فينبغي أولا أن يحرص الزوجان على ما يقوي المودة والحب بينهما، ومما يبعث على ذلك تزين كل منهما للآخر.

ويمكن للسائلة أن تطلب من زوجها أن يشتري لها ما تتزين به وتبين له أهمية الزينة والحاجة إليها بأسلوب هادئ تشعره به أن ذلك حرصا عليه وعلى مراعاة شعوره ورغبته حتى يراها في أحسن وأبهى ما يحب.

ثانيا: فإننا نقول للسائلة لا تتركي التزين لزوجك، واعلمي أن الزينة لا تتوقف على مستحضرات التجميل فحسب، بل تزينك بملابسك لزوجك التي تثير رغبته نحوك وقربك منه بكلمات وحركات يجعله يتعلق بك، كل ذلك من الزينة التي تملكينها من غير مال، ثم استعملي من الزينة ما تقدرين عليه بحيث لا يسبب أضرارا، وبهذا يمكنك أن تملكي قلبه فلا ينظر لغيرك، ويمكنك مع ذلك من حين لآخر أن تجددي الطلب لشراء مستحضرات التجميل خاصة في أوقات يغلب على ظنك فيها موافقته على ذلك.

وليعلم أن النظر إلى التلفاز لا يجني إلا الشر فحاولي أن تنبهي زوجك على خطورة هذه المناظر المحرمة والتي هي خطوة من خطوات إلى ما هو أعظم منها وأخطر، و ذكريه بقول الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ { النــور:30}.

وأسأل الله أن يديم بينكما الود والمحبة وأن يجمع بينكما في خير إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني