الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رؤية الهلال في بلد هل تعتبر رؤية لسائر البلاد

السؤال

أنا أعيش في نيوزيلاند وهي كما تعلمون هي أول بلد تشرق فيه الشمس ويبدأ بها اليوم على وجه الأرض، المسلمون هنا قلة وهناك مشكلة نواجهها كل عام بالنسبة لبدء شهر رمضان المبارك، كل عام يقوم المعنيون بشؤون المسلمين بإعلان بداية شهر رمضان بتأخير يوم أو يومين عن الدول الإسلامية مع أن المنطق أن نيوزيلاندا تسبق جميع الدول من ناحية زمنية كما أسلفت، وفي نهاية شهر رمضان يكتشفون أن بداية الصوم كانت خطأ.السؤال هو: هل أتبع الدول الإسلامية بالنسبة لبداية الصوم أم أتبع ما يقرره قادة المسلمين في نيوزيلاند مع العلم أنهم مخطئون؟ وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان المسلمون في بلدك يرون الهلال رؤية شرعية ولا يكتفون بالعمل بالحساب فالذي يفتي به كبار العلماء المعاصرين -وهو مذهب الشافعي في الجديد- أن لكل أهل بلدٍ رؤيتهم، وانظر لذلك الفتوى رقم: 39703، والفتوى رقم: 39425.

وأما إذا كان الناس في البلد الذي أنت مقيم به لا يعتمدون على الرؤية الشرعية للهلال وإنما يكتفون بالحسابات الفلكية فهذه الحسابات الفلكية لا يثبت بها دخول الشهر ولا خروجه عند عامة العلماء، وقد بين بطلان العمل بها ابن عبد البر في التمهيد ومن بعده شيخ الإسلام ابن تيمية ثم الحافظ ابن حجر في الفتح.

وعلى هذا فعليكم أن تكملوا شعبان ثلاثين إذا لم تروا هلال رمضان، هذا إذا كنتم قد رأيتم هلال شعبان، ولكم أن تعملوا برؤية بلدٍ من بلاد المسلمين يشتركون معكم في جزء من الليل يرى أهله الهلال رؤية شرعية، بناء على القول بأن الرؤية في بلد رؤية لسائر البلاد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني