الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأم المتسببة في موت ابنتها

السؤال

منذ مدّة قصيرة وقعت لنا حادثة كما يلي:
امرأة بالبيت وهي أم لأربعة أبناء صغار قامت صباحا كعادتها ككل يوم لتنظيف البيت, وعندما دخلت المطبخ وأبناؤها من حولها وضعت أصغرهم وهي بنت لم تتجاوز السنة على طاولة الأكل بجانبها بالمطبخ حتى لا تعطلها هذه الأخيرة عن مسح أرضية المطبخ المبلولة بالماء فإذا لحظة زمنيّة سقطت البنت الصغيرة بالأرض وأغمي عليها, وبسرعة نقلناها إلى المستشفى لتلقّــي العلاج ولكن مع قدر الله توفيت بعد أسبوع واحد متأثرة بذلك السقوط من الطاولة بنزيف في المخ, ومكثت الأم تتحسّر على فعلتها وتبكي وتصرخ متهمة نفسها بالتقصير في حقها وهي الأم الحنون التي يشهد لها كل أفراد العائلة بالانضباط وحبها لزوجها وأولادها خاصة.
سيدي السؤال المطروح شرعا هو: هل الأم فعلا مقصرة شرعا في حق ابنتها الصغيرة التي توفيت إثر سقوطها من أعلى الطاولة وهل عليها كفارة. أفيدونا ؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما الإثم فنرجو ألا يلحقها لما يظن بها من الحنان والشفقة، لكن عليها كفارة الخطأ لتسببها في موت ابنتها بوضعها في مكان لا ينبغي وضعها فيه لكونها عرضة لما وقع من سقوط، والكفارة الممكنة الآن هي صيام شهرين متتابعين ولا يؤثر في التتابع قطع الصيام بسبب العذر الشرعي كالحيض أو النفاس أو المرض ونحوه، ويجب عليها مع الصيام الدية لورثة البنت إذا لم يعف عنها ورثتها، فإن عفوا عنها سقطت، مع التنبيه إلى أن الدية في حال دفعها تتحملها العاقلة، ولا ترث الأم منها شيئا.

وللمزيد راجع الفتويين : 74099، 10717.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني