الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أداب تراعى في شأن العلم المكتوب فيه شعار التوحيد

السؤال

أرجوكم إفادتي في سؤالي فأنا أعمل في تصميم الرسوم، وأسال هل يعامل علم المملكة العربية السعودية مثل معاملة الدول الأخرى في استخدامه في التصميم، فمثلا هل يمكن ظهور بعض الكلمات من العلم والتي لا تدل على شيء مثلا ول الله حيث إن الصورة المستخدمة هي لعلم مسدل أم أستخدم علما تظهر فيه عبارة التوحيد كاملة أو جزء كامل مثلا محمد رسول الله أو لا اله إلا الله، وهل يجوز وضع صور فوق العلم الذي عليه عبارة التوحيد مثل ميزان أو يوضع في أحد جوانب الصور، وتفضلوا بقبول فائق الشكر وجزيل الاحترام. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فكل ما قد يفهم منه أنه إهانة واستخفاف بذكر الله تعالى فإنه يحرم فعله، وقد نص أهل العلم على استحباب ترك ما فيه ذكر الله تعالى عند دخول الخلاء، وألحقوا بذلك أسماء الأنبياء والملائكة، ونصوا كذلك على منع إلقاء ذلك في سلة المهملات وأماكن القاذورات، وهذا كله من تعظيم شعائر الله تعالى، قال سبحانه: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ {الحج: 32} قال السعدي: تعظيم شعائر الله صادر من تقوى القلوب، فالمعظم لها يبرهن على تقواه وصحة إيمانه، لأن تعظيمها، تابع لتعظيم الله وإجلاله.

وعلى هذا فالعَلَم الذي يكتب عليه كلمة التوحيد ومفتاح الدخول في الإسلام: لا إله إلا الله محمد رسول الله. ينبغي أ لا يعامل كغيره من الأعلام، بل له من التعظيم والإكرام بقدر هذه الكلمة العظيمة التي كتبت عليه، ولهذا فإذا كان وضع الصورة فوق الكلمة المذكورة يتضمن إهانة لتلك الكلمة فإن ذلك لا يجوز، أما إن لم يتضمن ذلك إهانة فلا بأس، وكذلك لا يجوز أن يخفي المصمم بعض هذه الكلمة بحيث يبقى معنى باطل نحو (لا إله) أو (الله محمد). كما لا يحسن أن يحجب بعض كلماتها بحيث تبقى عبارة لا معنى لها كنحو ما ذكر السائل: (ول الله). أما إن بقيت كلمة ذات معنى صحيح كأحد شطري العبارة (لا إله إلا الله) أو (محمد رسول الله) فلا بأس، وإن كان الأفضل بلا شك أن يظهر العبارة كاملة بشطريها. وراجع للفائدة الفتوى رقم: 21225.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني