الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواب شبهة حول التسامح والقوة في الإسلام

السؤال

إشارة إلى الفتوى رقم 111393لقد عرضت هذه الفتوى على صديقتي وقالت لي انظر لها جيداً فإنها لم تدع إلى المحب إن المفتي الكريم لم يفرق بين المحبة والعدل فإن جميع شعوب العالم وجميع الملل يوجد عندهم قوانين وأنظمة ويحكمون بين شعبهم بعدل ولكن المحبة لم يسن عليها أي مذهب ولا دين سوى المسيحية فإنه دين محبة، ومن حيث إنه استشهد بآيه من الإنجيل المقدس متى 5 - 38 وهي (سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن. وأما أن أقول لكم لا تقاوموا الشر بل من لطمك خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا، ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضا---- ---- أحبو أعداءكم باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم. لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات) فقالت لي إن المقصود من هذه الآيات ليس عدم الدفاع عن النفس بل درجة العالية والقدر كيف الغير متناهية من التسامح والمحبة، ولكن نطلب من الله ربنا أن يغفر لنا خطايانا ونحن لم نغفر إلى أي إنسان أخطاءه إلينا وهذا هو المقصود من هذه الآيات المقدسة، فإن أعرض عليكم على تعليقها على الفتوى وإرشادى عما أفعله حيث إن كلامها أعجبني لما فيه من التسامح والمحبة إأني انتظر الإجابة على عنواني؟ ولكم مني كل شكر ومحبة الله لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلو كانت هذه الفتاة قد اطلعت على الفتوى جيداً لما قالت ما قالت، أو أنها تنظر بعين واحدة عن عمد لتحقق ما تصبو إليه من تضليلك، وليس هذا من الأمانة في شيء، وإلا فقد ذكرنا عدة آيات تدل على دفع السيئة بالحسنة، وكظم الغيظ والعفو عن الناس.. إلخ، ولو شئنا لملأنا صفحات الفتوى بمثل هذه النصوص من الكتاب والسنة وما ذكرناه في ذلك يتحقق به المقصود، فننصحها أولاً بالإنصاف وقراءة ما تقرأ بتمعن، ليتبين لها أن الإسلام هو الدين الوسط في تشريعاته ليتحقق بذلك التوازن.

ثم لماذا لم تعلق هذه الفتاة على ما ذكرنا من مفاسد يمكن أن تتحقق إن تبنى الناس هذا المنهج الذي نسبته إلى المسيحية، وهو ما يتعرض له المرء بسبب ذلك من استغلال وضعف وذلة أمام الآخرين إن اختط هذا النهج، والله عز وجل يريد من المسلم أن يكون عزيزاً، ومن المعلوم أن الحكمة هي وضع الشيء في موضعه، فمن وضع الضعف في المكان الذي قد يحتاج فيه إلى إظهار القوة لم يكن حكيماً، ومن وضع القوة في المكان الذي يحتاج إلى التسامح لم يكن حكيماً، وقد صدق من قال:

ووضع الندى في موضع السيف بالعلا * مضر كوضع السيف في موضع الندى

ثم إننا لا نسلم أن هذا الذي ذكرته هو دين النصرانية الذي أنزل على عيسى عليه السلام، فإنه من الثابت أن الإنجيل قد دخله كثير من التحريف، فننصح بالاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8210، 10326، 33974.

وننبهك إلى أنه لا يجوز للمسلم أن يكون على علاقة مع امرأة أجنبية عنه ولو كانت مسلمة، فالواجب عليك قطع العلاقة مع هذه الفتاة، وننبه إلى أنه لا يتصدى لمحاورة أهل الباطل إلا من كان له إلمام بالعلم الشرعي، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 29347.. فاحذر أن تضللك هذه الترهات عن سبيل الله القويم وصراطه المستقيم فتخسر دنياك وآخرتك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني