الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخفاء الزكاة المفروضة أفضل .. أم إعلانها ؟

السؤال

الزكاة إذا كانت في العلن، هل فيها شىء مع العلم أن الشيطان يوسوس لي بذلك وأنا أستعين بالله على طرده؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فمن العلماء من قال بأن الإعلان بدفع الزكاة المفروضة أفضل من الإسرار بها لنفي ‏التهمة عن الغني حتى لا يظن أنه لم يؤدها، وكذا الإعلان بها أفضل في حق من يقتدي به ‏الناس وأمن على نفسه من الرياء، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ( صدقة السر في ‏التطوع تفضل على علانيتها سبعين ضعفاً، وصدقة الفريضة علانيتها أفضل من سرها ‏بخمس وعشرين ضعفاً) انظر تفسير روح المعاني ( 2/43) للألوسي. ومن العلماء من قال ‏بأن إخفاء الصدقة أفضل، سواء كانت مفروضة أو مندوبة، استدلالاًٍ بقوله تعالى: (إِنْ ‏تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ ‏سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [البقرة:271] .‏
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: وقوله ( وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) [البقرة: 271] ‏فيه دلالة على أن إسرار الصدقة أفضل من إظهارها، لأنه أبعد عن الرياء؛ إلا أن يترتب ‏على الإظهار مصلحة راجحة من اقتداء الناس به، فيكون أفضل من هذه الحيثية…إلى أن ‏قال: ثم إن الآية عامة في أن إخفاء الصدقة أفضل، وإن كانت مفروضة أو مندوبة…إلخ ‏انظر تفسير ابن كثير (1/421).‏
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني