الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نظر الصائم للصور المحرمة وسماعه الموسيقى

السؤال

رجل مبتلى قعيد البيت ليس لديه أحد وهو مضطر إلى الدخول على الإنترنت لأن ليس معه أحد يسليه وهو عندما يدخل الإنترنت يصادف صورا محرمة وغيرها مثل الموسيقى وينجرح صومه بسبب ذلك فهو صادقالنية يقول لولا هذا البلاء لتجنبت الإنترنت ولابتعدت عنه ولعملت صالحاً، فهل هنا الله يكتب له صومهكاملاً بسبب نيته الصادقة، وهو من جد صادق ولكن حيل بينه وبينها؟ وجزاكم الله عنا خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعلى وجه العموم فإن من هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له حسنة كاملة كما ثبتت بذلك السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وراجع في هذا الفتوى رقم: 20862.

وهذا الذي ذكرناه لا ينطبق على هذا الرجل الوارد ذكره بالسؤال فإننا أولاً لا نسلم كونه مضطراً للدخول على الإنترنت، فهنالك كثير من الأمور النافعة التي يمكن أن يشغل بها وقته كتلاوة القرآن أو الاستماع إليه، أو ممارسة شيء من الألعاب المسلية المباحة ونحو ذلك.

ولو افترضنا حاجته إلى الدخول إلى الإنترنت فليس هنالك ما يدعوه إلى الدخول إلى هذه المواقع ومشاهدة الصور المحرمة أو الاستماع إلى الموسيقى، فهنالك الكثير من المواقع النافعة التي يمكنه أن يستفيد منها في مختلف نواحي حياته، ومن ذلك هذا الموقع (الشبكة الإسلامية).

ثم إن هذا الرجل لو كان صحيحاً ما ذكر من كونه صادق النية لاجتنب هذه المنكرات، وقد يضيع شيء من ثواب صومه بسبب ما يأتي من المعاصي، فينبغي أن يحرص على استغلال هذه الأيام الفاضلة فيما ينفعه، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 25407، والفتوى رقم: 25115.

وليس صحيحاً ما ذكر من كونه لو كان سليماً في بدنه لابتعد عن الإنترنت ومشاهدة هذه المنكرات فيه، فقد يكون الأمر على العكس من ذلك بأن يكون أكثر إقبالاً على المعصية في حال صحته، وفي المقابل قد يكون في هذا البلاء الذي أصيب به نعمة ينال بها الأجر العظيم، فيجعله يراجع نفسه ويئوب إلى ربه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني