الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تلفظ بالطلاق الثالث وهو غير واع لما يقول

السؤال

أنا متزوج منذ حوالي اثني عشر عاما ولدي أبناء من زوجتي وتجمعنا محبة وعشرة طويلة ولكن للأسف زوجتي حادة المزاج وعصبية جدا لأبسط الأسباب مما جعل حياتنا صعبة دائمة المشاكل وبالتالي حدثت بيننا العديد من المشاجرات والتي تصل أحيانا إلى حد التهديد والوعيد، وفي أحد شجاراتنا زاد غضبي عليها ونطقت وقتها كلمة الطلاق بقولي أنت طالق في لحظة غضب شديد ولأني لم أكن مطلعا على أحكام طلاق الغضبان اعتبرتها طلقة وراجعت زوجتي بعد ذلك وبعدها حدث بيننا طلاق آخر ولكن بعد فترة الشجار وكان الطلاق واقعا لأنه حدث ونطق بعيدا عن وقت الغضب ولو أنني نطقته في لحظة يأس من صلاح حالنا كان هذا قبل حوالي سنتين. وقبل أشهر حدث بيننا شجار عنيف يتكرر من حين لآخر ولكنني في كل مرة أستعيذ من الشيطان وأهرب خوفا من نطق كلمة الطلاق في لحظة الشجار حيث أصبحت زوجتي بهدف الضغط علي وتطويعي تلح على طلب الطلاق ولكن بدون قصد وأثناء الشجار بلغ بنا الغضب مبلغه وطلبت الطلاق ووجدتني بدون قصد أو شعور مني أقول لها: طالق وبعد نطقها ،ومن فرط غضبي ضربتها لأنها دفعتني لقولها في حالة الغضب تلك، ثم ندمت على ذلك وندمت هي على إثارتها لي والآن أريد الإبقاء على زوجتي وتلح أيضا هي على ذلك أيضا لا سيما وأن لدينا أطفالا وأخشى عليها وعليهم من الضياع.
سؤالي: هو عن الطلاق الأول إن كان واقعا أم لا وكذلك الطلاق الثالث حيث إن الطلاقين وقعا في لحظة غضب لا سيما الطلاق الثالث كان الغضب شديدا ونطقت الكلمة بدون شعور وكأن لسان حالي يقول لها خذي غيبي..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فسبق حكم طلاق الغضبان الذي لا تترتب عليه آثار الطلاق في الفتوى رقم: 15595.

وعليه فإذا كنت عندما تلفظت بالطلاق في المرة الثالثة غير واع لما تقول فالطلاق غير واقع وغير معتد به، وأما الطلاق في المرة الأولى فأنت أعرف بحال الغضب الذي كنت عليه، والاحتياط اعتباره طلاقا.

والحاصل أن زوجتك لا تزال في عصمتك إن كنت كما قلت نطقت بالطلاق في حالة غضب يفقدك الشعور، ولكن عليك وعليها الحذر من الطلقة الثالثة البائنة التي ليس بعدها لقاء إلا بعد أن تتزوج من رجل آخر ثم يطلقها، وينبغي الاتفاق على أسلوب آخر عند الخلاف، وألا تغضبا معا، بل إذا غضب أحدكما ملك الآخر نفسه ولم يقابله بغضب مثله لأن ذلك مما يزيد الأمر سوءا ويفتح للشيطان بابا بينكما، وينبغي التزام الصمت عند غضب الآخر وعدم مقابلته والرد عليه، فإنه سرعان ما يهدأ، وعندها يمكن نصحه والتفاهم والتناقش معه في جو هادئ تسوده المودة والاحترام.

قال أبو الدرداء رضي الله عنه لأم الدرداء: إذا غضبت فرضيني وإذا غضبت رضيتك، فمتى ما لم يكن هكذا ما أسرع ما نفترق . رواه ابن عساكر في تاريخه.

وتراجع نصائح للزوجين في الفتوى رقم: 54913.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني