الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم شراء رخصة تاكسي عن طريق البنك

السؤال

أعيش حالياً في كندا أشتغل سائق تاكسي، ظروف المعيشة صعبة، اشتريت رخصة التاكسي عن طريق بنك كندي لم أستطع التوافق مع بنك إسلامي لأنه يضيع علينا الوقت ثم يأخذ منا مبالغ مالية أكثر من البنوك الكندية.أجيبوني من فضلكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا يجوز شراء رخصة التاكسي ولا غيرها عن طريق البنك الربوي، لأن الربا - يا أخي الكريم - كبيرة من كبائر الذنوب، وهو إحدى الموبقات السبع التي ورد ذكرها في الحديث الصحيح.
ويكفي في الزجر عنه قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) [البقرة:278-279].
أما الآن وقد حصل ما حصل، فالواجب عليك هو المسارعة بتسديد الأقساط بقدر استطاعتك، مع التوبة والاستغفار والعزم على عدم العود للتعامل بالربا مرة أخرى، واعلم أن من يتق الله ويبذل السبب في تحصيل الرزق الحلال يحصل عليه، كما قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) [الطلاق:2-3].
وقال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) [الطلاق:4]. وقال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [لأعراف:96].
إلى غير ذلك من الأدلة الدالة على أن ما عند الله من الرزق يطلب بطاعته لا بمعصيته.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني