الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المسلم الذي فقد عقله ما مصيره في الآخرة

السؤال

هل المؤمن الذي يفقد عقله هل هو عقاب من الله بسبب بعده عن الله، وهل الله يقبل توبته وهل هو في النار خالد فيها أم ماذا؟ أفيدوني. وهل لو دعا الله بالشفاء شفاه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

ففي سؤالك تناقضٌ ظاهر إذ أن الذي فقد عقله لا تُتصور منه التوبة ولا الدعاء، إذ العقلُ مناط التكليف وقد زال، وعلى كل حال فلا يلزم أن يكون سلبه العقل عقوبةً من الله له، بل لله في كل فعلٍ من أفعاله حكمة بالغة قد لا تصل العقول إلى إدراكها، والمسلم إذا زال عقله فقد سقط عنه التكليف بذلك لحديث: رُفع القلم عن ثلاثة عن الصبي حتى يبلغ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق. رواه أبو داودَ وغيره وصححه الألباني.

فإذا ماتَ مسلوب العقل حوسب على ما كان منه قبل أن يسلب عقله، فإن كان من أهل الإسلام ورجحت حسناته على سيئاته فهو من أهل السعادة، وإن رجحت سيئاته على حسناته وكان من أهل الإسلام فهو تحت مشيئة الرب عز وجل إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، ولعل الله تعالى يجعل ذلك الابتلاء تكفيرا لتلك السيئات، وأما إذا جن قبل التكليف ومات كذلك فالراجح أنه يُمتحن يوم القيامة بنارٍ يؤمر بالدخولِ فيها، فإن كان من أهل الطاعة في الدنيا دخلها، وإلا قال من النارِ أفر كما صح بذلك الحديث، وهذا ترجيح شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذيه ابن القيم وابن كثير، والدعاءُ من أنفع الوسائل التي يُستجلب بها الخير ويستدفع بها الشر، فمن دعا للمبتلى بسلب عقله أن يرده الله تعالى عليه رُجيَ أن يستجيب الله له.

وللمزيد انظر هاتين الفتويين: 75640، 68209.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني