الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عاهد الله على ترك أكل العنب

السؤال

كنت أتبع حمية ضد مرض السكري لعدة سنوات فعاهدت الله ألا آكل العنب أبداً لأنه يرفع لي نسبة السكر في الدم، إلا أنه في أحد الأيام أصبت بنوبة حادة قمت على إثرها بفحوصات جديدة فأمرني الأطباء أن آكل كل الأطعمة بما فيها الحلوة وأنا الآن آكل كل شيء إلا العنب لأني عاهدت الله ألا آكله من قبل، فما حكم الشرع أن أحرم حلالاً؟ جزاكم الله عنا خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن عاهد الله على ترك أمر تركه ليس بقربة فعهده بمنزلة يمين لا نذر، وصاحبه يحنث إن خالف ما عاهد الله عليه ، وتجب عليه كفارة يمين على الراجح من أقوال أهل العلم، فإن الوفاء بعهد الله واجب، لقول الله تعالى: وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {النحل:91}، وقوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ {المائدة:1}، والعقود هي: العهود.. وقد سبق بيان ذلك في عدة فتاوى منها الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7375، 29746، 29057، 43612.

ولكن يبقى النظر في نيته وفي السبب الحامل له على هذا العهد، فالظاهر من السؤال أن سبب هذا العهد قد زال بأمر الأطباء له بأكل كل الأطعمة، وهذا يعني أن الضرر الذي حصل بسببه هذا العهد قد زال، والراجح أن النية تخصص اليمين وتقيده، وكذلك السبب الحامل عليها، وعليه فهو في الحقيقة إن أكل من العنب لم ينقض عهده، ولكن العهد نفسه قد سقط بزوال السبب الذي من أجله كان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني