الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواب شبهة حول كون الزواج سبيلا للغنى

السؤال

سؤال أعرف إجابته لكن أجب لكي يرتاح قلبي هل الزواج ذنب لكي تهل علي المصائب بعد أن عقدت القران وأين التيسير الذي كنتم تقولون يأتي عند أمر الزواج مللت وأنا أصبر وأقول تكفير ذنوب والخير سيأتي كيف أخبروني لقد جننت؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالزواج آية من آيات الله، ونعمة من نعمه، ونظام شرعه الله، وكل شرعه حكمة ورحمة، وسبيل دلنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يشك مسلم أنه صلى الله عليه وسلم ما دلنا إلا على ما فيه فلاحنا وسعادتنا في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى {طه:123}، وإذا لم يستشعر الإنسان نعمة الله في شرعه، فذلك لخلل في هذا الإنسان، فإنه لا يمكن أن ينسب الخلل إلى شرع الله سبحانه وتعالى عن ذلك، قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30}

فربما قابل الإنسان النعمة بالكفران فتنقلب هذه النعمة عذاباً، قال الله تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {إبراهيم:7}، أما عن وعد الله المتزوجين بالغنى، في قوله تعالى: إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}، فهذا الوعد لمن أراد بزواجه رضا الله والبعد عن المعاصي، كما قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة كلهم حق على الله عونه: المجاهد في سبيل الله، والناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء. أخرجه ابن ماجه في سننه. وصححه الألباني في صحيح الجامع.

وقد قيل في تفسير الآية أن ذلك موقوف على المشيئة، قال القرطبي: [وقيل: المعنى يغنهم الله من فضله إن شاء، كقوله تعالى: فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء. وقال الله تعالى: ِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء]. الجامع لأحكام القرآن. والله سبحانه يعلم ما يصلح العبد وما يفسده، ويدبر أمور العباد بحكمة عالية، قال تعالى: وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ {الشورى:27}، فعليك بتجديد التوبة والتقرب إلى الله والتعرف على أسمائه وصفاته، ليتمكن من قلبك اليقين والثقة بما عند الله، ونوصيك بالتقوى والتوكل على الله، قال الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق:2-3}.. وننصح بأن تكتب إلى قسم الاستشارات بالشبكة وستجد -إن شاء الله تعالى- عندهم خيراً كثيراً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني