الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفطر في رمضان لمرض يرجى برؤه فأطعم ولم يقض

السؤال

أبي كان مريضا فنصحه الدكتور بعدم الصيام لمدة عام وأطعم مسكينا كل يوم من رمضان، وبعد ذلك العام صام رمضان فهل عليه صيام رمضان الذي فات أم يكفي الإطعام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فظاهر من السؤال أن أباك حين أفطر رمضان بسبب المرض كان يعلم أن مرضه يرجى برؤه، وعليه فالواجبُ عليه بالاتفاق قضاءُ هذا الشهر الذي أفطره، لأن مرضه كان مما يُرجى برؤه، وقد قال تعالى: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ {البقرة:184} .

وهذا القضاءُ في ذمته فيجبُ عليه قضاء هذه الأيام التي أفطرها، وإذا كان قد أخر القضاء عمداً من غير عذر حتى جاء رمضان آخر فعليه إطعام مسكين عن كل يومٍ أخر قضاءه، لفتوى ابن عباس وأبي هريرة بذلك ولا يُعلَم لهما مخالفٌ من الصحابة .

ولا يجزيه ما أطعم من قبل لأنه أطعمَ قبل ثبوت الإطعامِ في الذمة، والإطعامُ إنما ثبت بتأخير القضاء ، وهذا إذا كان يعلم حرمة تأخير القضاء فإن كان لا يعلم لم يلزمه ذلك الإطعام. وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 39749، 63739، 111480.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني