الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواب شبهة حول سنية السواك وأحوال استعماله

السؤال

أين كان رسول الله يقلم أظافره ويستاك، أليس مقرفا أن يحمل أحدنا سواكه في جيبه ويستاك في الطريق ويستاك واقفا يتحدث وأثناء إقامة الصلاة حتى أنك تسمع غرغرة لعابه. أرجوكم أفتونا وكذلك الأمر بالنسبة للأظافر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نعيذكَ بالله أخانا السائل من أن تكون ممن تأثروا بهذه النزعة البغيضة والتي فشت في أوساط كثير من المسلمين، ومضمونها الاعتراض على السنن الثابتة بالآراء الفاسدة، والعقول الكليلة الباردة، والواجبُ على المسلم أن يعظم سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يدرأ في نحر من عارضها برأيه كائناً من كان .

ويا لله العجب كيف يتصور كثيرٌ من الناس أن ما هو عينُ الطهارة والنظافة شيءٌ مقزز منفر، وهل من اعتاد السواك ولزمه إلا معظمٌ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، طالبٌ لمرضاة ربه وطهارة فمه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: السواك مطهرةٌ للفم مرضاة للرب.

فعليكَ أخي الحبيب أن تجانب إطلاق هذه العبارات التي تُشم منها رائحة سوء الأدب مع السنة المطهرة، فتكونَ كمن قال فيه القائل:

يُقضى على المرء في أيامِ محنتهِ حتى يرى حسناً ما ليسَ بالحسنِِ

وعظم سنة النبي صلى الله عليه وسلم، واجعلها نُصبَ عينيك، ولا تجعلها دبرَ أذنيك.

وأما أين كان النبي صلى الله عليه وسلم يستاك، فقد ثبت من فعله صلى الله عليه وسلم أنه كان يستاك إذا دخل بيته، وإذا استيقظ من نومه، وأمر بالسواك عند الوضوء ، وعند الصلاة، وقد بينا المواضع التي يُشرعُ فيها السواك في الفتوى رقم: 7521.

وإليكَ أخي الحبيب هذه العبارة من كلام الأمير الصنعاني رحمه الله يتحسرُ فيها على إعراضِ الناس عن سنة السواك، قال في سبل السلام: فوا عجبا لسنة تأتى فيها الأحاديث الكثيرة ثم يهملها كثير من الناس بل كثير من الفقهاء هذه خيبة عظيمة. انتهى .

وأما قصُ الأظفار فلا نعلمُ نصاً يدلُ على المكان الذي كان يفعله فيه النبي صلى الله عليه وسلم، والظاهرُ أنه كان يفعله في بيته، وعلى كلٍ فقصُ الأظفار من خصال الفطرة وقد بيناها في الفتوى رقم: 22732.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني