الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القول بجواز إنشاد الغزل ليس على إطلاقه

السؤال

لقد أرسلت إليكم بسؤال من قبل عن شيء يحيرني وهو جواز إنشاد وسماع شعر الحب بين الرجل والمرأة، وقد أجبتم بأنه يجوز استنشاد وسماع شعر الغزل وليس شعر الحب بين الرجل والمرأة، وبما أني غير ضليع في اللغة العربية الفصحى فلا أدرك بصراحة الفرق بين النوعين، وقد ذكرتم لي قصيده: "بانت سعاد فقلبي اليوم متبول" وأفتيتم بأن هذا النوع من الشعر يجوز استنشاده، ولكني أريد أن اذكر لكم بعض الشعر الذي أقصد السؤال عن حكم إنشاده واستماعه حتى أصل إلى رؤية واضحة لهذا الموضوع، مثلا يقول الشاعر لحبيبته: بتحدى العالم كله وأنا وياك * وبقول الدنيا بحالها أن أنا بهواك.
وأيضا: الليلة دي سيبني أقول وأحب فيك * وأنسى الدنيا دي وغمض عينيك.
وأيضا: حبيته سنين طوال واليه القلب مال وحلمت يكون معايا لو مهما العمر طال، اعتذر بشدة عن كتابة هذه الأشعار، ولا اطلب منكم أن تعرضوها على الموقع إذا كان هذا سيؤدى لفتنة أو غيره، ولكني أطلب منكم أن توضحوا لي الحكم فقط إذا استمعت لمثل هذه الاشعار أنا وزوجتي مثلا ولم يذهب خيالي إلى إنسانة لا يحل لي النظر إليها.
أرجوكم أفيدوني في هذا لأني لم أجد فتوى تناقش هذا النوع من الأشعار فهم دائما يناقشون الأغاني التي بها كفر وفسوق وانحلال، ولم يقف أحد على هذا النوع ليوضح حكمه سوى الإمام أبي حامد الغزالي رحمه الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإننا لم نطلق القول بجواز إنشاد الغزل، وإنما قيدنا الجواز بضوابط معينة، ومن هذه الضوابط أن لا يكون في امرأة معينة، وأن لا يفرط في وصف محاسنها، وأن يكون لغرض صحيح كمعرفة اللغة ونحو ذلك. وأما إذا قصد به تحريك النفوس نحو الفواحش ونحو ذلك فأقل أحواله الكراهة، نقل شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى عن الإمام أحمد وغيره أنه أنكر أشكال الشعر الغزلي الرقيق لئلا تتحرك النفوس إلى الفواحش وانظر الفتوى رقم: 59593.

وهذه الأبيات التي ذكرتها فيها نوع من الغزل، وينبغي الإعراض عن إنشاد مثلها لأنها في الغالب تحرك النفوس نحو الفواحش، وليس فيها معان لغوية أو شيء يمكن أن يستفيده المسلم بإنشاده، غير أن الأمر أخف إن كان ينشدها الرجل لزوجته أو الزوجة لزوجها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني