الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في موقع ينشر ما يضاد حكم الله

السؤال

أنا أعمل في مجال النشر الإلكتروني في مجلة تحمل فكرا بعيدا عن روح الإسلام وربما يخرج كاتب ليقول رأيا في اللحية أو النقاب أو غيرهما مما يخالف دين الإسلام ويستخدمون بعض الذي يصدر في بعض الجرائد المصرية من الهجوم على الشيوخ بدون تأكد ويتهكمون عليهم مثلما حدث في فتوى الشيخ محمد المنجد والشيخ اللحيدان وبالطبع ينشرون آراء القراء التي تسخر من هؤلاء الشيوخ المبجلين... السؤال هل بهذا يكون عملي معهم حراما والأموال التي أتقاضها حرام علما بأني لا أوافقهم هذه الآراء ولكني أشارك معهم في الإعداد بعيدا عن التحرير أي لا أكتب معهم ولكني أنشر آراء القراء.... أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعمل في المجلة التي تناقض الإسلام وتخالف أحكامه لا يخفى أنه عمل محرم، سواء كان العامل محررا أو ناشرا أو نحو ذلك؛ لأن هؤلاء منهم المباشر لكتابة الإثم، ومنهم المعين له بالنشر والإعداد ونحوه.

وقد نهى الله تعالى عن الإثم والتعاون عليه فقال: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ {المائدة:2} وأي إثم أعظم من نشر ما يخالف عقيدة وشريعة الإسلام أو يسخر من آدابها وعلمائها.

فعلى السائل أن يتوب إلى الله عز وجل ويترك العمل في هذا المجال، وليعلم أن نشر الآراء التي تناقض وتصادم الإسلام بدون اتباعها بما يبطلها إثم عظيم ووزر كبير، وفي الحديث الذي رواه البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في المنام رجلا يشرشر شدقه ومنخره وعينه إلى قفاه فسأل عنه فقيل له إنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق. فهذا في حق الكاذب تذهب كذبته يمينا وشمالا، فكيف بمن يكتب أو ينشر ما يضاد حكم الله وينشر ذلك في العالم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني