الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

سؤالي هو أنني والحمد لله ربي هداني إلى الصراط المستقيم. مشكلتي أني أشتغل في شركة يهودية ولا يوجد مكان أصلي فيه سوى الغرفة التي أعمل بها ويوجد فيها أشخاص يهود. بإذن الله سوف أطلب منهم أن يتركوا الغرفة كل يوم لربع ساعة وقت أذان الظهر لكي أستطيع أن أصلي الظهر، سؤالي هل أستطيع أن أجمع العصر مع الظهر لأني لا أستطيع أن أطلب منهم أن يتركوا الغرفة مرة أخرى وقت أذان العصر. أود أن أنبه أني والحمد لله متزوج وعندي 2 أولاد وأيضا أنفق على أبي وأمي . والحمد لله ابتليت بإعاقه في جسدي الذي يمنع مني أن أترك هذا العمل لأنه مناسب لحالتي .وأيضا أبعد عن العمل الذي أشتغل فيه مسافة 74 كم فهل أستطيع أن أجمع أم هنالك حل آخر .
الرجاء الرد السريع لأني في حيرة والرجاء الدعاء لي ولأهلي بالهداية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالجمعُ بين الصلاتين لا نراه جائزاً لك لأن المسافة التي ذكرتها لا تبلغُ حد السفرِ المبيح للقصر والجمع عند الجمهور، والذي نفهمه من السؤال أنكَ تضطر لإخراجهم من مكان العمل حال الصلاة مما يفيد أنك تتحرج من الصلاة أمامهم، فإن كان كذلك فاعلم أنه لا بأس عليك من الصلاة بحضرتهم، فيمكنكَ أن تؤدي صلاتكَ في وقتها وإن كان هؤلاء الكفار معكَ في الغرفة فإنه لا يوجد مانع شرعي يمنع من الصلاة بحضرة الكفار، وقد كانت وفود المشركين تأتي إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فيكلمونه ويسألونه، ولم يكن يمتنع من الصلاة بحضرتهم.

فإذا عجزتَ عن هذا فيمكنكَ أن تخرجَ أنت من مكان العمل وتبحث عن مكانٍ يتسنى لك الصلاة فيه، والأمر يسيرٌ إن شاء الله، والأرض كلها مسجد كما ورد بهذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وننصحك أن تجتهد في البحث عن عملٍ لا تخالط فيه هؤلاء الظالمين لأنفسهم فإن مخالطتهم تقسي القلب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني