الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب التوبة على من نسب الظلم لله

السؤال

كنت أمر بكرب شديد وخشيت أن يغضب الله علي وكنت أحس أن المشكلة أكبر مني فقلت يا رب أعلم أنك لا تظلم أحدا ولكنك ظلمتني بأنك وضعتني في هذه المشكلة ولكني ندمت بعد ذلك. هل هذا ذنب؟ وهل لي توبة؟ أرجو الرد سريعا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أخطأت خطأ عظيما في نسبتك الظلم إلى الله تعالى، فالله تعالى لا يظلم عباده كما قال تعالى: إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ {النساء:40} وقال تعالى: إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا {يونس:44} وفي الحديث القدسي: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. رواه مسلم

فيجب عليك أن تتوب توبة صادقة إلى الله تعالى مما صدر منك، واعلم بأن باب التوبة مفتوح للعباد دائما لقوله تعالى: فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {المائدة:39} وقوله تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {الأنعام:54} وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً {النساء:110}

فبادر بالتوبة واحمل نفسك على حفظ لسانك من الكلام عن الله تعالى بما لا يليق، واحرص على إزالة كربك بكثرة الدعاء والالتجاء إلى مفرج الكروب، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 32644، 54967، 70670، 101542، 109344.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني