الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينصح زملاءه بترك الغش فيسخرون منه

السؤال

أنصح أناسا ولكنهم يسخرون مني فماذا أفعل عندما يرونني يقولون جاء الشيخ بقصد المسخرة وأنا لست كبير السن إنما في السن 16 أنصح زملائي بالمدرسة بأن الغش خاطئ وهكذا وهم يسخرون منى !!
أنصحني يا شيخ حفظك الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت بقيامك بمناصحة زملائك في المدرسة بحرمة الغش، فهذا أمر تشكر عليه ونرجو أن يجزيك الله عليه أجرا كثيرا وثوابا جزيلا ورضى يحفظك به ما بقيت.

فلا تتوان في مناصحتهم متى ما حدث ما يستوجب ذلك، ولكن عليك باختيارالأسلوب المناسب، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 18815 ، 19186 ، 21186 .

و أما ما حدث منهم من سخرية فهذا أمر طبيعي في طريق الدعوة، لم يسلم من ذلك الأنبياء عليهم السلام مع مكانتهم وجلالة قدرهم، فلا تلتفت إلى سخريتهم، ولا تقعدك عن الاستمرار في نهجك في دعوتهم ومحاولة إصلاحهم، وعليك بمحاولة استقطاب بعض الصالحين الذين يمكن أن يعينوك في الدعوة، فإن التعاون على الخير والبر والتقوى مطلوب شرعا، وهو من أهم مقومات نجاح الداعية.

فنوصيك بالصبر ففي وصية لقمان لابنه: وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ{ لقمان:17}.

قال ابن كثير في البداية والنهاية معلقا على هذه الآية:الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر في مظنة أن يعادى وينال منه ولكن له العاقبة ولهذا أمره بالصبر على ذلك ومعلوم أن عاقبة الصبر الفرج. انتهى .

وراجع في فضل الصبر الفتوى رقم: 56472 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني