الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الاستحياء يسوغ ترك الاغتسال من خروج المني

السؤال

أنا طالب عندي 14 سنة ولكنى سريع القذف وعندي استمناء كثير في اليوم يترواح بين مرتين وثلاث مرات هل أستحم بعد كل مرة على الرغم من أن من في البيت سيلاحظ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اتفق العلماء على وجوب الاغتسال من خروج المني، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الماءُ من الماء. رواه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري.

يعني أن الماء الذي يُغتسلُ به يجبُ إذا خرجَ الماء أي المني من البدن، ومهما تكرر خروج المني في اليوم في النوم أو اليقظة، بفعله أو بغير فعله فالغسلُ واجبٌ على كل حال، وهو من شروط صحة الصلاة، ومن ترك الغسل من المني فهو بين أمرين إما أن يترك الصلاة أصلاً، وإما أن يصليَ بلا طهارة، وكلاهما من الكبائر.

والاستحياء من أهل البيت الذين قد يلاحظون تكرر اغتسالكَ لا يسوّغ لك ترك الاغتسال بحال, فإنه ليسَ بعذرٍ شرعي مقبول، والله عز وجل أحق أن يُستحيَ منه من الناس، ثم هذا شرع الله ودينه ، والواجب أن تمتثلَ أوامره، وألا تُتعدى حدوده.

ثم إن الظاهر أنك الذي توقع نفسك في هذا الحرج بما تفعله من الاستمناء الذي هو حرامٌ عند عامة العلماء وانظر الفتوى رقم: 113243 ، فالواجبُ عليك ترك هذه المعصية الذميمة والتوبة منها ابتغاء مرضات الله عز وجل ، ولتتفادى الوقوع في هذا الحرج الذي يسببه ملاحظة أهلك لتكرر الغسل منك.

وأما أن تعالج معصية الاستمناء بمعصية أفظع منها وأشنع وهي ترك الغسل فهذا الذي لا يجوز بحال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني