الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الأضحية أولى أم التصدق بثمنها

السؤال

أنأ أقيم في بلد أجنبي من دول أوروبا وسيحل علينا عيد الأضحى المبارك عما قريب إن شاء الله. سؤالي هو هل يجوز أن أتبرع بحق الأضحية إلى صندوق الجامع ؟ لأني سمعت بأن الأضحية تقسم إلى ثلاثة أقسام قسم إلى الفقراء وقسم إلى ذوي القربي وقسم للأكل. وهنا في البلد الذي أقيم فيه لا يوجد فقراء وليس لدي أهل هنا مع العلم بأني أعيش مع زوجي وليس لدينا أطفال ويوجد لدينا هنا جامع يقومون بتوسعته وهم في أشد الحاجة لكل قرش لأن بناءه يتم من جمع التبرعات من المسلمين .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأضحيةُ سنةٌ مؤكدة وقال بوجوبها بعض أهل العلم، ولا يقوم غير الأضحية مقامها، وهي أفضل من الصدقة بثمنها.

قال شيخُ الإسلام: والأضحية أفضل من الصدقة بثمنها، فإذا كان له مال يريد التقرب به إلى الله كان له أن يضحي. انتهى .

والأضحيةُ عبادة الوقت فتقديمها على ما عداها أولى، وقولك إن البلد التي أنتِ فيه ليس فيه فقراء مما يُستبعد، ومع هذا فيمكنكِ القيام بسنة الأضحية عن طريقِ توكيل من يذبحها في بلدٍ من بلاد المسلمين كما أوضحنا ذلك في الفتوى رقم: 71167.

وأما بناء المسجد فلا نرى أن التبرع له يتعارضُ مع فعل الأضحية بل يُمكنكم أن تنشطوا في جمع التبرعات لصالح هذا المسجد، وأن تكثروا من الصدقة وبذل المال في عمارته فإن عمارة المساجد من أعظم ما يُتقرب به إلى الله عز وجل، والإنفاق في سبيل الله ومرضاته من أهم أسباب زيادة الرزق وسعته، فإن الله يخلفُ على المنفق، ويتفضل عليه بتكثير ماله، قال تعالى: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ {سبأ :39 }.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني