الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أداء العصر قبل المغرب ولو بقليل هو المتعين لا الجمع

السؤال

أعمل مدرسة وأضطر يومين في الأسبوع بأن أجمع ببن الظهر والعصر في وقت الظهر أو أن أصليهما معا لكن بعد مضي وقت العصر بزمن قد يطول وقد يقصر وذلك مرتبط بالفصل الذي نحن فيه، والإمكانية الثالثة هي أن أصلي الظهر في وقته والعصر قبل المغرب بقليل، أما بقية الأيام فانا منضبطة في صلاتي لا أؤخر صلاة أبدا من دون ضرورة كسفر أو مرض.
فهل صلاتي خلال هذين اليومين صحيحة أم لا علما بأنه ليس بإمكاني الصلاة في المدرسة لأسباب تخرج عن نطاقي، و جزاكم الله كل خير عني وعن الأمة الإسلامية جمعاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجبُ على كل مسلم أن يحرصَ على أداء الصلاة في وقتها؛ لقوله عز وجل: إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا {النساء :103} ولا يجوزُ لأحدٍ أن يجمعَ صلاةً إلى أخرى جمع تقديمٍ أو تأخير إذا كان يمكنه فعلها في وقتها إلا لعذرٍ من الأعذار التي دلت أدلة الشرع على أنه مسوغ للجمع بين الصلاتين كالسفر، وليس منه ما ذكرت في السؤال ما دمت تقدرين على أداء الصلاة في وقتها من غير حرج يلحقك.

وعليه؛ فالحلُ الثالث الذي ذكرته في السؤال هو المتعين، وذلك بأن تصلي الظهر في وقتها، وتصلي العصر قبل المغرب ولو خرج وقت الاختيار ما دمتِ تدركينها قبل المغرب، فإن ذلك أهون من جمعها مع الظهر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ومن أدركَ ركعةً من العصرِ قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر متفقٌ عليه.

وأما ما مضى من صلوات فليسَ عليكِ قضاؤها فإنها وقعت بتأويلٍ سائغ موافقةً لقول بعض أهل العلم.

وإن تحريتِ فقضيت كل عصرٍ فعلتها قبل وقتها كان ذلك أحسن وأبرأ للذمة.

وللمزيد راجعي الفتوى رقم : 2160 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني