الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم كشف الطبيبة ذراعيها أمام الأجانب

السؤال

أنا مقيمة بسويسرا وأرغب في مواصلة دراستي في المجال الطبي النسائي والتخرج كقابلة(أي التوليد) ولكن من شروط مواصلة الدراسة في هذا المجال علي أن أقوم بتربص عمل لمدة شهرين على الأقل في المستشفى وحين بدأت هذا التربص تبين لي بأنه يجب علي تعرية يدي حتى المرفق بدعوى أن كم الثوب يساهم في نقل الجراثيم. أنا أعمل في قسم خاص بالنساء ولكن قد يأتي طبيب من حين لآخر أو بعض الزوار من الرجال. فبم تنصحني شيخي الكريم؟ وجزاكم الله عنا كل الخير سلفا، أرجو أن يكون ردكم سريعا حسب الإمكان وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق الكلام بالتفصيل والدليل عن عورة المرأة أمام الرجال الأجانب في الفتوى رقم: 50794. ومنه يعلم أن كشف اليدين حتى المرفقين من المرأة أمام الرجال الأجانب حرام لا خلاف في ذلك, إلا إذا وجدت ضرورة لذلك أو حاجة, فإن المحرمات تباح للضرورة والحاجة التي تنزل منزلة الضرورة لقوله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام:119}، وقوله سبحانه: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَاد فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {البقرة:173}.

ولكنا مع ذلك لا نرى ضرورة ولا حاجة في ما يزعمه هؤلاء من ضرورة كشف الذراعين بحجة أن كمّ الثوب يساهم في نقل الجراثيم، ولو صح هذا فمن السهولة بمكان أن يتم استبدال الكم بشيء آخر معقم يستر ذراع المرأة ويكون آمنا طبيا, وهذا يسير وسهل في ظل تقدم العلوم خاصة علوم الطب والعلاج.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني