الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشترط الترتيب بين أركان الخطبة

السؤال

هل النص على أن رسول الله يقول أركان الخطبة في الجمعة بعد النصيحة موجود؟ وأيهما أفضل قول أركان الخطبة قبل النصيحة أم قولها بعد النصيحة؟ مع الدليل والتوضيح ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا أركان خطبة الجمعة وذكرنا دلائل ذلك بما تحسنُ مراجعته في الفتوى رقم: 115949.

ولا يُشترط الترتيب بين هذه الأركان على ما صححه كثير من أهل العلم ، ولكنه مستحب. قال النووي رحمه الله في شرح المهذب: الترتيب بين أركان الخطبة مأمور به، وهل هو واجب أو مستحب؟ فيه وجهان:

أحدهما: ليس هو بشرط ، والثاني: أنه شرط.

والصحيح الأول لأن المقصود الوعظ وهو حاصل، ولم يرد نص في اشتراط الترتيب. انتهى بحذف يسير.

وعلى هذا؛ فلو بدأ بالموعظة ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم الحمد صح لإتيانه بالأركان، ولكنه يكونُ مخالفاً للسنة، فإن ظاهر السنة أن الخطبةَ إنما تُفتتحُ بالحمد والثناء على الله عز وجل لأنه كالمقدمة بين يدي مقصود الخطبة الذي هو الوعظ، ولا يليقُ أن تتأخر المقدمةُ عن ما سيقت له، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفتتحُ خطبه بذلك، فعن جابر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبُ الناس، يحمدُ الله، ويثني عليه بما هو أهله، ثم يقول: من يهده الله فلا مُضل له، ومن يُضلل فلا هاديَ له أخرجه مسلم.

وقد أنكرَ ابن القيم وغيره من أهل العلم على من قال إن خطبة العيد تُفتتحُ بالتكبير مبينين أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يفتتحُ خطبه بالحمد، ولسنا نحنُ بأولى منه.

وعلى هذا؛ فالذي ينبغي للخطيب أن يبدأ بالثناء على الله عز وجل، ومن أحسن ذلك أن يفتتح بخطبة الحاجة: إن الحمد لله نحمده ..إلخ ، ويقرأ الآيات الثلاث المشتملة على الأمر بالتقوى، ثم يدلفُ بعد ذلك إلى مقصود الخطبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني