الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتها كثيرون لكن لم تتم الخطبة

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة سبق لي أن خطبت وتركت، بعد ذلك تعدد المتقدمون لي بالزواج ولكن لاحظت شيئا غريبا كل ما يتقدم لا أن يكون شخصا من اثنين مثلاً :- إذا أخذت موعد شاب من أهلي بيوم أحد لا بد يأخذ الشاب موعدا باليوم الثاني أو اليوم الذي بعده، وهذه الحالة تكررت كثيرا وللأسف لا يوجد شيء يتحقق، يعنى الأشخاص يتقدمون ويبدون الرغبة ويختفون، سألت نفسي لأنه يتقدم شخصان بنفس اليوم وفي الدين قد لا يجوز ذلك لا أعلم ماذا أفعل.سؤال آخر وأعتذر للإطالة أنا ملتزمة بالصلاة والدعاء ولكن بحاجة لآيات معينة وأدعية حتى تتيسر الأمور فأنا بلغت سني هذا ولا يوجد أحد معي، والوحدة قاتله إنني أدعو الله دائما بالثبات ولكن أتمنى أن ترسلوا لي جوابا لحالتي هذه وأكرر اعتذاري للإطالة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرزقك زوجا صالحا يعينك على أمور دينك ودنياك.

واعلمي أيتها السائلة أن كل ما يجري في هذا الكون إنما هو بقدر الله وإرادته ومشيئته, والله سبحانه هو المطلع على ظواهر الأمور وبواطنها فقضاؤه دائما لعبده المؤمن هو الخير والحكمة, وكثير من الأمور يتمنى العبد حدوثها ويتعجل وقوعها وهو لا يدري أن الخير في تأخرها إلى حين قدر الله لها الوقوع.

قال سبحانه: وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا {الإسراء:11}.

والمعنى: أن الإنسان يدعو بما يحسبه خيرا وهو في الحقيقة شر وهذا راجع لفرط تعجله وقلقه.

جاء في تفسير الرازي: أقول: يحتمل أن يكون المراد : أن الإنسان قد يبالغ في الدعاء طلباً لشيء يعتقد أن خيره فيه، مع أن ذلك الشيء يكون منبع شره وضرره، وهو يبالغ في طلبه لجهله بحال ذلك الشيء، وإنما يقدم على مثل هذا العمل لكونه عجولاً مغتراً بظواهر الأمور غير متفحص عن حقائقها وأسرارها. انتهى.

وقد رأينا كم من الأمور يتعجلها الإنسان ويحرص عليها كل الحرص فتفوته فيحزن لذلك أشد الحزن ثم لا يلبث حينما تتكشف له الحقائق وتظهر له الكوامن أن يحمد الله ويشكره أن فاته هذا لما يتبين له من حسن تقدير الله في ذلك.

قال سبحانه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.

يقول ابن القيم: فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب والمحبوب قد يأتي بالمكروه، لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة، لعدم علمه بالعواقب، فإن الله يعلم منها ما لا يعلمه العبد. انتهى.

فعليك أيتها السائلة أن تستسلمي لحكم ربك وترضي بقضائه ويوشك أن يأتيك الفرج والتيسير من عنده تعالى إن أنت فعلت قال سبحانه: إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ {الأعراف: 5

أما ما تسألين عنه من أنه يتقدم لك شخصان في وقت واحد فهذا لا حرج فيه طالما أن الأمر ما زال في طور المشاورة والنظر، ودليل ذلك ما جاء في صحيح مسلم أيضا: أن فاطمة بنت قيس طلقت فقال لها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فإذا حللت فآذنينى . قالت: فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبى سفيان وأبا جهم خطبانى. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحى أسامة بن زيد .

فهذه فاطمة بنت قيس أخبرت رسول الله أنه قد خطبها أكثر من شخص في وقت واحد ولم ينكر عليها رسول الله ذلك .

أما بخصوص الأدعية التي تيسر الزواج والأمور فلا نعلم في ذلك أدعية معينة ولا أذكاراً خاصة, ولكن عموم الأدعية بالتيسير والفرج وكثرة ذكر الله والتقوى والتوكل عليه سبحانه.

فقد قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا.{الطلاق:2، 3}.

وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 54646، 96427.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني