الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من لا يستطيع أداء صلاة العصر في وقتها لأجل العلاج

السؤال

أنا مسافرة لدولة أوروبية للعلاج، وتعلمون لا يوجد بها مساجد أو أماكن أستطيع الصلاة بها، وعلما بأنني لا أعلم مدة إقامتي بها، لأنني عند انتهاء العلاج أرجع لدولتي العربية، المهم أنا أخرج لموعد الدكتور وتكون وقتها بين صلاة الظهر والعصر، هل يجوز لي الجمع مع القصر، أو الجمع فقط دون القصر، أو لا يجوز لي الجمع؟ وأحيانا أخرج لأقضي حاجاتي للمنزل أو لأغراضي الشخصية، فهل يجوز لي جمع الصلاة؟ وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لك الشفاء والعافية... وأما بخصوص القصر في الصلاة فإذا كانت المدة التي نويت إقامتها في هذا البلد الأوروبي أربعة أيام فأكثر، أو نويت الإقامة مطلقاً دون تحديد عدد، فحكمك حكم المقيم، ولا يجوز لك القصر عند جمهور العلماء، وقد بينا أدلة هذا القول في الفتوى رقم: 115280.

وأما بخصوص الجمع بين الصلاتين فإن الأصل المتفق عليه بين العلماء هو أن كل صلاة يجب أن تفعل في وقتها الذي حدده الله عز وجل، لقوله تعالى: إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا {النساء:103}، ولكن يجوز الجمع بين الصلاتين في حالات بينها أهل العلم، وقد ذكرناها في الفتوى رقم: 6846.

فإذا كنت لا تستطيعين فعل صلاة العصر في وقتها بحال، رُخِّص لك في الجمع على مذهب الإمام أحمد رحمه الله، وعليك أن تجتهدي في الالتزام بمواقيت الصلاة والحرص على أدائها كما أمر الله، وألا تتساهلي في الترخص مع عدم وجود مقتض للرخصة.

وننبهك إلى أن الصلاة لا يشترط لها مكان بخصوصه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: وجعلت لي الأرض مسجداً وطهورا. متفق عليه. فحيث أدركتك الصلاة فصلي، فليس المسجد شرطاً في صحة الصلاة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني