الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اقتداء الفتاة بأخرى لاجتهادها وذكائها

السؤال

أريد أن أسألكم هل يجوز اتخاذ شخص ما كقدوة، فهناك فتاة من سني شاركت في برنامج لله وكانت ذات شخصية قوية ومجتهدة جدا وذكية وفازت بالجائزة الكبرى وأنا كل ما أرى صورتها أحس برغبة في العمل والاجتهاد والتفوق مثلها فهل يجوز أن أكتب اسمها أو صورتها أو جملة في دفتري...كي أتذكر دائما أن أجتهد مثلها للتذكير أنا فتاة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالاقتداء والتأسي؛ من أهم دعائم التربية ومن أفضل وسائل الدعوة إلى الله تعالى، ومن الأسباب المعينة للنفس على الاستقامة والتخلق بمكارم الأخلاق والفضائل، وقد أمر الشرع بالاقتداء بالصالحين والتأسي بهم، قال تعالى: { أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90] وقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } [الأحزاب: 21] وقال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ} [الممتحنة: 4]

وفي سنن الترمذي عن حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر، وعمر»

فالخير كله في الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأمهات المؤمنين ونساء الصحابة ومن سار على نهجهم، ولا مانع من الاقتداء بكل مجتهد في باب من أبواب الخير أو علم من العلوم المباحة؛ فيما هو مجتهد فيه؛ مع الحذر من الغلو في أشخاصهم أو الاقتداء بهم فيما يخالف الشرع.

وعليه فلا حرج عليك في الاقتداء بتلك الفتاة في الاجتهاد والتفوق العلمي وعلو الهمة، وأما عن الاحتفاظ بصورتها فلا ينبغي ذلك ولا نرى حاجة إليه.

ولمزيد الفائدة حول وسائل التفوق وعلو الهمة راجعي الفتوى: 14877.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني