الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التحري والاحتياط في أمر الزواج لا يدخل في الظن السيء

السؤال

سمعت من شيوخ يقولون إن المفروض أن الإنسان يحسن ظنه بالناس وعن حديث أنا عند ظن عبدي بي فتوقفت قليلاً عند هذا لتجارب خاصه بي، دائماً يأتي فى حياتي كثير من الشباب بغرض الزواج ولكنه لم يحصل نصيب بسبب تلاعب هؤلاء الأشخاص بي وبغيري من البنات...
خلاصة الموضوع نتيجة لهذه الأحداث التي مررت بها أصبح تدريجا عندي عدم ثقه فى الآخرين من كثرة قصصهم ومصداقيتهم وكلامهم كله بقال الله وقال الرسول، المشكلة هنا أني أصبحت أحس أو أشعر بالشخص الذي يتقدم لي للزواج -سيان خارج البيت أو داخله- بسوء ظن يعني بكوني أحس بالخطر وقلقة من كل كلامه الذي يقوله وأكون متشككه في كلامه أعمل صلاة استخارة ودائما أدعي أن ربنا يخيب ظني ..
ومع الأسف كل من حولي يرون أنه إنسان عادي فى كلامه وتصرفاته ولا داعي لقلقي وفى وقت قصير ولله الحمد بأرف كما توقعت أو أحسست أنه فعلاً إنسان أهل لشكوكي حدث هذا الأمر معي أكثر من مرة.
سؤالي: هل تفكيري بسوء أو إحساسي بالخطر، لكني لم أعرف هل هذا إحساس بالخطر أم ظن سيء حرام علي ولأني أسأت الظن بهم فربنا عاقبني وجعلهم فعلا شباب شر لي أم أن هذا نعمة من عند الله ولا بد أني أشكر الله عليها لإحساسي وتوقعي بالخطر قبل حدوثه أم هذا سوء الظن الذي يتكلم عليه الشيوخ بأنه حرام وظني بعباده السيئ هو الذي يجعلهم فعلا سيئين، أنا بجد محتاره هل إحساسي بالخطر هذا نعمة أم هو نقمة وبسبب أني أسيء الظن بهم لا أتزوج حتى الآن للعلم أني أبلغ من العمر 27 عاما متوسطة الجمال ولله الحمد وأصلي الفروض والنوافل وأقرأ كل يوم جزءا من القرأن وأسأل الله أن يتقبل مني، قلبي صاف من ناحية الناس وخدومة، سؤالي هذا لأني أخشى أن أكون السبب فى حالي هذا، ولأني لا أريد أنا أغضب الله مني.. ملحوظة: يا شيخ أنا إحساسي بالخطر وتحققه لم يحدث معي فقط لكن مع أصحابي وأقاربي في مشاكلهم وأحوالهم سيان من سيرتبط بهم أو في أمور عامة فى الحياة.. آسفة على كثرة الكلام وعلى كتابتي باللغة العامية، وأرجو إفادتي باستفاضة حتى توصل لي المعلومة؟
وشكراً على مجهودكم الرائع وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك في أنه يحرم على المسلم أن يظن بإخوانه المسلمين ظن سوء، ولكن ليس كل ظن يعتبر ظناً سيئاً، بل إن في الأمر تفصيلاً، فإن لم يظهر من المسلم إلا الخير فلا يجوز أن يساء به الظن، وأما إن ظهرت منه بعض علامات السوء فيجوز أن يظن به سوء، وقد سبق بيان هذا التفصيل ونقل كلام أهل العلم في ذلك بالفتاوى ذات الأرقام التالية: 71640، 101814، 60923.

والأخذ بالاحتياط مطلوب ولا سيما في أمر الزواج، لأن الحياة الزوجية مشوار طويل، ولكن لا ينبغي أن يؤدي مثل هذا الاحتياط بالمرء للوقوع في شيء من الوساوس، فإنه قد يؤاخذ الناس أحياناً بأشياء ليس لها أساس من الصحة ويكون الأمر مجرد أوهام..

وينبغي للمرأة إذا تقدم لها من يريد الزواج منها أن تستشير فيه من هم أعرف به من الثقات، فإن علمت أنه صاحب دين وخلق فلتستخر الله في أمره، ولن تجد إلا الخير بإذن الله سبحانه.

وإذا كان ما يحدث لك نوعاً من الفراسة وتوقع الشيء برؤية بعض الأمارات فلا شك أن هذه نعمة تقتضي شكر الله تعالى عليها، وإن كان يقع منك اتهام الآخرين من غير علامة تدل عليه فهذا من سوء الظن وهو ذنب ومعصية، والمعصية قد تكون سبباً في الحرمان من التوفيق، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30}.

وعلى كل تقدير ينبغي أن ترضي بقضاء الله تعالى وقدره أولاً وتعلمي أن الأرزاق بيد الله تعالى فالتجئي إليه بالدعاء أولاً، ثم اجتهدي في البحث عن زوج، ويمكنك أن تستعيني في ذلك بالله أولاً ثم ببعض صديقاتك الخيرات أو محارمك من الرجال، مع العلم أنه ليس على المرأة حرج في البحث عن زوج إذا التزمت بالضوابط الشرعية في ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 68662.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني