الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إيصال الخير لقلوب الأولاد وتربيتهم على الفضيلة

السؤال

أحدث أولادي عن الحبيب المصطفى لأزرع في نفوسهم حبه منذ الصغر، وكلما فعلوا شيئا خطأ من كلام لا يليق أو ما شابه أقول لهم -الله لا يحب ذلك والنبي قال هذا غير صحيح- وأذكر لهم آية أو حديثا ثم أشرحه بما يقاربه من كلام يناسب سنهم الصغيرة، فمثلا حين يسألون عن حساب الأطفال أقول لهم إن الله يحب الأطفال وأعطاهم العديد من الفرص قبل أن يسجل عليهم السيئات، ولكن عندما يكبرون الحساب يكون مختلفا وأصعب، وحين أحفظهم القرآن أستخدم كلمات مشابهة لألفاظ بعض الآيات لأسهل لهم التذكر(مثلا ابنتي تجد صعوبة في حفظ بعض كلمات سورة القدر فأقول لها تمر عندما تخطئ في كلمة أمر فتتذكرها بسرعة مما أدى لحفظها للسورة، وكذلك الحال بالنسبة للسنة المطهرة، فهل ما أفعله يجوز؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكر السائلة الكريمة ونسأل الله تعالى أن يثيبها ويعينها على أداء هذا الواجب العظيم والمهمة النبيلة التي أهملها كثير من الآباء في هذا العصر، فرسالة الإسلام تفرض على الأبوين تربية أبنائهما على الفضيلة وغرس محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في قلوبهم النظيفة قبل أن تتلوث فطرتهم أو تجتالهم شياطين الإنس والجن، وستحصدين ثمرة ما بذرت في حياتك براً وإحساناً، وبعد مماتك دعاء وثواباً إن شاء الله تعالى..

قال ابن أبي زيد المالكي في رسالته: وأولى ما عني به الناصحون ورغب في أجره الراغبون إيصال الخير إلى قلوب أولاد المؤمنين ليرسخ فيها وتنبيههم على معالم الديانة وحدود الشريعة ليراضوا عليها وما عليهم أن تعتقده من الدين قلوبهم وتعمل به جوارحهم فإنه روي أن تعليم الصغار لكتاب الله يطفئ غضب الله وأن تعليم شيء في الصغر كالنقش على الحجر.

وليس من شك في أن الطريقة التي تستخدمينها لا تخلو من المزايا التربوية.. ولكننا ننبهك إلى أن كلمات القرآن الكريم لا يجوز بحال من الأحوال استبدالها بكلمة أخرى ولو كانت مرادفة لها في المعنى وأحرى إذا كانت مخالفة لها، وسبق أن بينا حكم نقل القرآن بالمعنى وذلك في الفتوى رقم: 116386.

وإن كان ما تفعلينه ليس من هذا الباب فيما فهمنا من السؤال، لكنه لا يخلو من إشكال فيتعين اجتناب هذا الأسلوب في تلقين القرآن والحديث، ولكن لا مانع من استخدام الإشارة إلى المعنى والنطق بحرف من الكلمة للتذكير أو ما أشبه ذلك من الوسائل التي يكتشفها المربي بشرط ألا يكون فيها تبديل للفظ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني