الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصحابي الذي لقب بحمي الدبر

السؤال

من هو الصحابي الذي لقب (حمي الدبر) ولماذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هذا اللقب -حمي الدبر- أطلق على الصحابي الجليل عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ـ رضي الله عنه ـ أحد السابقين الأولين من الأنصار، وهو خال عاصم بن عمر بن الخطاب.

ولقب بهذا اللقب لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم: بعث عشرة من أصحابه عليهم عاصم بن ثابت.. فلما كانوا بالرجيع ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم بمائة رجل رام فاتبعوا آثارهم.. فلما أحس بهم عاصم وأصحابه رضي الله عنهم لجؤوا إلى مكان مرتفع فأحاط بهم القوم فقالوا انزلوا ولكم العهد والميثاق أن لا يقتل منكم أحد، فقال عاصم:لا والله لا ننزل في ذمة كافر، اللهم بلغ عنا نبيك السلام فقاتلوهم فقتل منهم سبعة منهم عاصم وأسر ثلاثة.

وحين قتل عاصم أراد المشركون أخذ رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد امرأة من قريش بمكة وكانت نذرت أن تشرب في قحف رأس عاصم الخمر لأنه قتل ابنيها يوم أحد وبعض أشراف قريش يوم بدر فمنعهم الدبر من الاقتراب منه فقالوا: دعوه حتى يمسي فيذهب عنه ثم نأخذه فبعث الله الوادي فاحتمل عاصما فلم يجدوه.

وكان عاصم قد عاهد الله عهدا أن لا يمس مشركا، ولا يمسه مشرك بعد ما أسلم فكان عمر بن الخطاب يقول حين بلغه أن الدبر منعه: حفظ الله العبد المؤمن: كان عاصم قد وفي له في حياته فمنعه الله منهم بعد وفاته كما امتنع منهم في حياته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني