الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الانصراف قبل الدوام وتوكيل الغير في التوقيع

السؤال

أعمل في شركة قطاع خاص بالشؤون القانونية لدوام 8 ساعات يومياً وقد يكون العمل في أوقات كبيراجداً وفي أوقات أخرى قد يقل العمل أو لا يوجد عمل بالمرة للقسم القانوني... فهل يجوز لي في حال ما إذا لم يكن لدي عمل قانوني أقوم به أن أدخل على النت وأتابع بعض المواقع القانونية التي تتضمن معلومات وقوانين وصيغ قانونية يمكن أن تفيدني في حياتي الشخصية والعملية ويمكن أن تكون سبباً في تنمية عملي بالشركة، ومن ناحية أخرى فإن عملي بالشركة يدخل فيه الوقت المستغرق للصلاة يعني وقت صلاة الظهر والعصر والمغرب في جماعة بالمسجد داخل في الدوام ولا يخصم منه، وأحياناً كان يتصادف ميعاد انصرافي مع صلاة المغرب فكنت أنصرف إلى البيت وأصلي المغرب في مسجد قريب من بيتي وكنت أطلب من الزملاء أن يوقعوا لي في دفتر الحضور والانصراف بعد أن يحضروا من صلاة المغرب وكنا نفعل ذلك والمدير السابق كان يفعل ذلك أيضاً.. والآن أصبحت أنا مدير العمل وأريد الآن الاستفسار عن الحكم الشرعي فيما نفعله فهل إضافة وقت الصلاة على ساعة الانصراف يتضمن أي مخالفة شرعية، مع العلم بأن جميع العاملين ينصرفون بعد الصلاة مباشرة ولا يقومون في الغالب بأي أعمال جديدة بعد الانتهاء من الصلاة؟ أشكر لكم حسن الاستماع.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الأصل في استخدام وقت الدوام للأغراض الخاصة المنع، كما في الفتوى رقم: 42937، فلا يجوز إلا بإذن من جهة العمل أو وفق ما تسمح به نظم العمل، والوقت الداخل في الدوام ملك للشركة فلا يجوز التصرف فيه وإن كان قليلاً.

وعلى هذا فالواجب عليك الرجوع بعد صلاة المغرب حتى تكمل الوقت المتعاقد عليه، ولا يجوز الاحتيال عليه بتكليف من يوقع عنك الانصراف، ولا يسوغ ذلك أن مديركم السابق كان يفعل ذلك، لأن ذلك من الغش للرعية، والغش للرعية حرام.. فقد قال صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة. رواه مسلم.

وبناء على هذا يجب عليكم التوبة إلى الله من التصرف في وقت الدوام خارج المسموح به، ومن مقتضيات ذلك أن تراجعوا مقابل ما استخدمتم من وقت دوامكم خارج المسموح به إلا إذا سمحت لكم جهة العمل.

ثم إن عليك بمقتضى المسؤولية الموكلة إليك أن تقوم بما يحقق مصلحة الشركة بعد أن أصبحت مديرها، فما وكل إليك من إدارتها أمانة تسأل عنها فعليك رعايتها من تلاعب العمال، وعليك أن تكون قدوة حسنة لهم، وللأهمية راجع الفتوى رقم: 56626 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني