الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تتصرف البنت مع أبيها الذي يراودها عن نفسها

السؤال

أنا فتاة في الـ 23 من عمري، عانيت مع والدي أشد المعاناة. كانت تصدر منه تصرفات لا ينبغي أن تصدر من أب في حق ابنته، الحياء يمنعني من التصريح منذ أن كنت في المرحلة الابتدائية، الله وحده يعرف الألم الذي يعصر قلبي لم أتكلم بهذا الموضوع لأحد، واستمرت حياتي وأبي في تماد معي لدرجة أنه بعد طلاق والدتي أصبح يعاملني مثل زوجة له، ولأني كنت في عراك مستمر معه اتهمني باتهامات باطله ليشوه صورتي أمام إخوتي، ولم تسلم أختي الصغرى من تحرشاته ولا الأولاد، يا شيخ مهما تكلمت لا أستطيع وصف الحياة التي عشتها.. يمكنك بنفسك أن تتصور أي حياة عشناها مع أب مثل أبي. أنا وإخوتي ولله الحمد نعيش عند والدتي الآن بعد عناء طويل....المشكلة يا شيخ أنه لم يعد لنا أدنى صلة بوالدي حتى في المناسبات ...فلم يعد في قلبي أدنى إحساس بالأبوة تجاهه من عمر 9 سنوات محي ذلك الإحساس، لكني أخاف من غضب الرحمن جل جلاله، وأن تسوء خاتمتي بقطيعتي لأبي. أرجو أن تفيدوني فليس لي بعد الله سواكم. الحائرة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فطالما أن والدك قد وصل إلى هذا الحد من البغي والتعدي على عرضك وحرماتك، فلا يجوز لك قطعا أن تجالسيه بمفردك، ولا أن تظهري أمامه في زينتك، بل ينبغي ألا يرى منك إلا وجهك وكفيك وفي وجود بعض محارمك.

وأما ما تسألين عنه من بره وصلته فإن عليك أن تقومي معه بالحد الأدنى من البر، ويكفيك في ذلك محادثته بالهاتف مثلا؛ ذلك أن الوالد مهما حدث منه فإن له حقه من المصاحبة بالمعروف، وأكثري من الدعاء له بظهر الغيب أن يتوب الله عليه، وينقذه من طاعة الشيطان، ولا تكونين بهذا آثمة ولا قاطعة له – إن شاء الله – فهو من كان سببا في ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني