الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اشترط عليه أبو زوجته أن تعمل بعد الزواج فهل يلزمه الوفاء

السؤال

أنا شاب عندي 24 عاما، خاطب من أسرة طيبة، و لم أعقد بعد.خطيبتي تعمل في شركة يعمل فيها الرجال والنساء، وهي تجلس في غرفة يوجد فيها فتيات فقط، ولكن طبيعة عملها كمحاسبة قد يجعلها تتعامل مع رجال في نطاق العمل، كما أن رئيسها في العمل رجل، وخطيبتي على حد قولها ملتزمة بالضوابط في التعامل مع الرجال، وأن التعامل مع الرجال لا يخرج عن إلقاء التحية أو لوازم العمل. أثناء الاتفاق مع والد خطيبتي قبل الخطوبة اشترط علي أن تعمل خطيبتي بعد الزواج أيضا إلا في حالة الإنجاب ووجود أطفال، وأنا قد وافقت، ولكن بعد إتمام الخطوبة وجدت نفسي لن أستطيع تحمل هذا الشرط منعا للاختلاط ولأني إنسان غيور جدا و أريدها أن تترك العمل بعد الزواج مباشرة، ولا أريد أن أربط تركها للعمل بوجود أطفال؛ لأن ذلك في علم الغيب. والحمد لله أستطيع براتبي أن أتحمل نفقات المعيشة بالمستوى المعقول بعد الزواج. وبالنسبة لرأي خطيبتي في هذا الموضوع فهي تريد أن تعمل بعد الزواج، ولكنها أخبرتني أنها مستعدة لترك العمل بعد الزواج مباشرة و لكن عن طريق اخذ إجازة لمدة سنة، حيث إن قوانين الشركة التي تعمل بها يمكن أن تسمح بذلك، ولكن المشكلة تكمن في أن الشركة قد ترفض طلب الإجازة، و قد لا تسمح بتجديد الإجازة لمدة إضافية بعد انتهائها، و فكرة تقديم استقالتها نهائيا من الشركة بعد الزواج سوف تقابل بالرفض من والدها تطبيقا للشرط الذي شرطه علي. و بذلك أكون تحت رحمة ظروف لا أعرفها، لقد استشرت أحد أساتذة الشريعة الإسلامية، ونصحني بأن أتكلم مرة أخرى مع والد خطيبتي بشأن عدم عملها بعد الزواج، و إذا رفض مطلبي فلي الخيار في أن أتركها أو لا أتركها. أنا أريد تربية نشء صالح ولا أريد أن تنشغل زوجتي المستقبلية بعمل لا ضرورة منه، و قد يلهيها عن اهتمامها بحياتها الأسرية. آسف للإطالة، ولكنى أردت أن أوضح جميع جوانب الموضوع. أفيدوني أفادكم الله. هل من حقي أن أمنعها من العمل بعد الزواج مع وجود شرط أبيها، و ماذا أفعل الآن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبارك الله فيك لحرصك على السعي لتكوين أسرة صالحة، وبيت تقام فيه حدود الله ، وتصان فيه المرأة من الفتن والريبة، فذلك من علامات الصدق وعلو الهمة في الحق، كما أن الغيرة على العرض من دلائل الاستقامة وسلامة الفطرة ومقتضيات الرجولة، لكن ينبغي التنبيه إلى أنها لابد أن تنضبط بضوابط الشرع، ولا تجاوز حد الاعتدال.

أما عن سؤالك ، فإن عمل هذه الفتاة بالصورة التي ذكرت من التزامها بالضوابط الشرعية، لا حرج فيه شرعاً، لكن إذا أردت أن تمنعها منه، فلا شك أن ذلك من حقك بعد الزواج، إلا أن تشترط عليك في عقد النكاح أن تعمل، فيجب عليك أن تفي بالشرط.

لكن إن رجعت الزوجة في شرطها ورضيت بترك العمل، فلا حرج عليك، ولا حق لوالدها في إجبارها على العمل ، ما دامت في عصمتك.

وعلى ذلك فما دامت هذه الفتاة راضية بترك العمل بعد الزواج، فلا ضرر عليك في شرط أبيها، لكن إن استطعت أن تقنع والدها بالتخلي عن الشرط، فهو أولى، وإلا فيكفيك موافقتها، وعليك بعد الزواج أن تعينها على بر والدها وصلته بالمعروف.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني