الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغيب واكتشاف الإلكترونات والموجات الكهرومغناطيسية

السؤال

هل أمكن للعلماء باستخدام المجاهر الإلكترونية (كركوسكوب-السيلكترون) من رؤية الإلكترون, وكذلك الموجات الكهرومغناطيسية والمجال المغناطيسي, أم كل هذه الرسومات مجرد تمثيل لها؟ وهل يدخل هذا الماديين في دائرة الإيمان بالغيب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبداية يحسن أن ننبه على أن الغيب نوعان: غيب مطلق وغيب مقيد، فالمطلق: ما غيبه الله عن جميع خلقه فلم يطلع عليه أحد منهم. والمقيد: ما يكون مشهوداً لبعض الخلق، فهذا يكون غيباً بالنسبة لمن غاب عنه، وشهادة بالنسبة لمن يعرفه. وهذا الغيب المقيد يمكن للإنسان أن يعرفه إما بطريق مشروع كالإلهام أو إخبار الثقات أو الاعتماد على العلوم المتقدمة التي يعرف بها بعض الأمور الخفية كحال الجنين في بطن أمه، وما في قاع البحر وغور الأرض ونحو ذلك، وإما بطريق غير مشروع كحال الكهنة والعرافين. كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 20497.

وأما مكونات المادة من الجزيئات والذرات، ثم مكونات الذرة من نواة تجتمع فيها النيوترونات والبروتونات، وما يدور حولها من الإلكترونات، فهذا من الغيب المقيد، الذي أمكن كشفه بعد اكتشاف المجاهر الإلكترونية، وليس الكشف بالرؤية فحسب، بل دراسة ذلك واكتشاف خواصه وسلوكه، وما ترتب على ذلك من اختراعات كثيرة ما بين نافع وضار. وما لم يمكن رؤيته عن طريق المجاهر لكونه ليس جسما كالموجات الكهرومغناطيسية والمجال المغناطيسي، أمكن إدراك بعض آثاره والاستفادة منها أيضا في كثير من المخترعات الحديثة.

وأما السؤال عن دخول الماديين بهذا في دائرة الإيمان بالغيب، فإن كان المراد أن هذه الاكتشافات توقفهم على بعض آثار قدرة الله التامة وعلمه المحيط، مما يدعوهم إلى الإيمان، فهذا صواب، ولذلك أمر الشرع الحنيف بالتفكر والنظر في بديع خلق الله تعالى، فإن ذلك يقود إلى معرفة الخالق سبحانه، وقد سبقت الإشارة إلى ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 46174، 54232، 33504.

وإن كان المراد أن هذه الأمور من الغيب المأمور شرعا بالإيمان به، فليس بصحيح، فالغيب المأمور بالإيمان به إنما يدخل فيه ما أخبرنا الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم، كالإيمان بالله وملائكته واليوم الآخر ونحو ذلك، كما سبق بيانه في الفتويين: 114536، 102054.

كما أن هذه الأمور المذكورة في السؤال بعد الاطلاع عليها والعلم بها لم تعد من الغيب بل صارت من عالم الشهادة فالعالم بها لا يقال إنه آمن بغيب أو علمه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني