الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطريقة الشرعية لتقويم عروض التجارة

السؤال

الموضوع: حساب زكاة المخزون (قطع غيار السيارات)
السؤال: هل حساب زكاة المخزون في المحل التجاري عند تمام الحول تتم على أساس ثمن الشراء أم ثمن البيع ؟
توضيح:
كما تعلمون فإن سعر الشراء دائما ثابت، أما سعر البيع ففيه حالتان:
1) جزء من المخزون ثمن بيعه ثابت ولا يتغير طوال الحول.
2) جزء ثان من المخزون سعره متغير وبشكل يومي، وهذا نجده خاصة في حالة البيع، بالتجزئة حيث إن الزبون دائما (وهذه أصبحت عندنا عادة عند كل الزبائن) يطلب من البائع سعرا أقل من السعر المعلن وفي معظم الحالات ينجح في ذلك.
وعلى هذا الأساس فإن حساب نصيب زكاة المخزون باستعمال سعر البيع عند دوران الحول لا يعطي القيمة الحقيقية للمبلغ الواجب إخراجه.
في انتظار ردكم الذي أتمنى أن يكون واضحا وجازما تقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجبُ على من لديه عروضٌ للتجارة أن ينظر في قيمتها وقت وجوب زكاتها وهو حولان الحول، ويزكي القيمة التي تبلغها هذه العروض بغض النظر عن السعر الذي اشتراها به، فإن القيمة قد تزيد وقد تنقص عن سعر الشراء.

قال ابن قدامة في المغني: مِنْ مَلَكَ عَرْضًا لِلتِّجَارَةِ, فَحَالَ عَلَيْهِ حَوْلٌ وَهُوَ نِصَابٌ، قَوَّمَهُ فِي آخِرِ الْحَوْلِ، فَمَا بَلَغَ أَخْرَجَ زَكَاتَهُ، وَهُوَ رُبْعُ عُشْرِ قِيمَتِهِ. انتهى .

وجاء في الموسوعة الفقهية: وَلَيْسَ عَلَى التَّاجِرِ أَنْ يُقَوِّمَ عُرُوضَ تِجَارَتِهِ بِالْقِيمَةِ الَّتِي يَجِدُهَا الْمُضْطَرُّ فِي بَيْعِ سِلَعِهِ, وَإِنَّمَا يُقَوِّمُ سِلْعَتَهُ بِالْقِيمَةِ الَّتِي يَجِدُهَا الإِنْسَانُ إذَا بَاعَ سِلْعَتَهُ عَلَى غَيْرِ الِاضْطِرَارِ الْكَثِيرِ. انتهى .

وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة أيضاً: الطريقة الشرعية أنه يقوم ما لديه من عروض التجارة عند تمام الحول بالقيمة التي تساويها عند الوجوب ، بصرف النظر عن ثمن الشراء. انتهى .

وعلى هذا، فإن التاجر يزكي السلع بالسعر الذي يبيعها به وهو قيمتها التي تساويها وقت وجوب الزكاة، وإذا كانت هذه القيمة تختلف فيلزمه أقل ما تُقوّم به لأن الأصل براءة ذمته من الزيادة، وإذا كانت قيمة السلع تختلف باختلاف طريقة بيعها جملةً أو تجزأة، فإنه يزكيها وفق الطريقة التي يبيع بها.

قال الشيخ العثيمين: أما إذا كان التاجر من أصحاب البيع بالجملة فيعتبرها بالجملة ، وإذا كان من أصحاب البيع بالإفراد فيعتبرها بالإفراد. انتهى . مجموع فتاوى ابن عثيمين. وانظر الفتوى رقم 111013،

وإذا زكى البائعُ عروضه بالأحظ والأوفر للفقراء كان أحسن، وإذا نقص سعر البيع عن القيمةِ التي زكاها التاجرُ نتيجة مساومة المشترين فالزائدُ المزكى صدقة لا يضيعُ ثوابها ولا يذهبُ أجرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني