الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الرياضات العنيفة وحكم من يمارسها

السؤال

ماحكم الألعاب العنيفة ومن يلعبها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالألعاب العنيفة كالملاكمة والمصارعة الحرة، تشتمل على وحشية وعدوانية وبغي ظاهر، وتبيح لصاحبها كل ما يريد إلحاقه بخصمه وتمكنه من إلحاق الضرر البين الشديد ببدنه دون استثناء حتى ولو للوجه، والذي قد يصل أحيانا للموت أو إتلاف بعض الأعضاء مع ما تثيره من عداوات ومشاحنات وأحقاد.

ولا ريب أن ما كان كذلك فممارسته محرمة، وذلك هو الأوفق بأحكام الشرع الحازمة ومقاصده السمحة العادلة.

لكن إن أمكن ضبطها بضوابط تمنع الاعتداء، وتنظمها بطريقة ليس فيها إيذاء أو مخالفة شرعية، فتجوز بناء على حكم الأصل في تلك الرياضات وغيرها مما ينتفع به، كما سبق بيانه في الفتويين: 4336 ، 70951 .

وسئل الشيخ ابن عثيمين في برنامج نور على الدرب: هل تجوز المغامرة بالنفس أو المخاطرة كما نرى حاليا في بعض أنواع الرياضة العنيفة التي قد تؤدي بمن يمارسها إلى الهلاك؟ فإجاب رحمه الله تعالى: هذا محرم ولا يجوز للإنسان أن يغرر بنفسه فيما يخشى منه التلف أو الضرر، لأن الله تعالى يقول: وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا {النساء:29}.

وإذا كان الله تعالى قد نهى عن ذلك فقال: وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ {النساء:29} فإن كل شيء يؤدي إلى الضرر فإنه أيضا محرم قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام.

فكما أن الإنسان لا يحل له أن يعتدى على غيره فلا يحل له أن يعتدي على نفسه بتعريضها لما فيه التلف أو الضرر. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني