الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يعمل في بلد عربي براتب جيد فهل يتركه ليتزوج

السؤال

جزاكم الله على المواضيع التي تطرحونها والتي تفيد الجميع.. سؤالي: أنا أعمل في بلد عربي وإن شاء الله سأتزوج بعد أشهر في بلدي ونحن من أسرة والحمد لله ملتزمة بالدين.. ولكن عندما سأتزوج لا أستطيع إحضار زوجتي لتقيم معي في مكان إقامتي وذلك لأن الراتب ضعيف، وأنا لا أريد أن أتركها لوحدها في بلدي لأني تزوجت للعفة والستر، وهذا مراد أي شاب مسلم، فأنا أفكر بأن أترك العمل وأعيش في بلدي مع زوجتي وأعمل بأي شيء حتى لو كانت المعيشة صعبة جداً في بلدي، سؤالي هو: أيهما أفضل العمل أم الزواج؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كنت تخشى على نفسك الفتنة والوقوع في الحرام فإنه يجب عليك أن تسارع إلى الزواج فوراً، ولا يجوز تأخيره بحال ما دمت تملك تكاليفه، حتى ولو أدى ذلك إلى رجوعك لبلدك وترك ما أنت فيه من عمل وسعة إلى ما دون ذلك.

قال ابن قدامة في المغني: من يخاف على نفسه الوقوع في محظور إن ترك النكاح، فهذا يجب عليه النكاح في قول عامة الفقهاء لأنه يلزمه إعفاف نفسه، وصونها عن الحرام، وطريقه النكاح. انتهى.

أما إذا لم يكن الأمر كذلك وكنت تقدر على الصبر دون الوقوع في محرم ولا محظور فإنه يجوز لك الاستمرار في العمل لفترة من الزمان تحصل فيها من الرزق ما تستعين به على أسرتك وشؤونك... وإن كنا ننصحك بالمبادرة إلى الزواج -على كل حال- فإن الفتن في هذا الزمان قد عمت وطمت.. والسلامة لا يعدلها شيء، ثم نوصيك بالاستخارة في كل ما تقدم عليه من أمورك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني