الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الإسلام يكون أولا أم الإيمان

السؤال

من حيث الترتيب هل الإيمان أولا أم الإسلام؟ بالرجوع إلى الآية الكريمة ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ....) تشير هذه الآية إلى أن الإسلام أولا .
وفي الآية ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) الترتيب يفيد أن الإيمان أولا.
نرجو الإفادة من حيث الترتيب بين الإيمان والإسلام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالإسلام والإيمان إذا اجتمعا في نص فإنهما يفترقان في المعنى. ويكون الإسلام قبل الإيمان؛ لأن الإسلام نطق باللسان وعمل بالجوارح الظاهرة؛ فمن نطق بالشهادتين، وصلى الخمس وأدى الزكاة إلى بقية أركان الإسلام الخمسة المعروفة فهو مسلم، ولهذا كان نبينا- صلى الله عليه وسلم- يدعو إليه أولا فيقول لمن يدعوه: فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم.. ويقول: أسلموا تسلموا. وكلاهما في الصحيحين.

أما ما زاد على الأعمال الظاهرة من التصديق بالقلب والإيمان بالغيب مع بقية أركان الإيمان الستة فهو الإيمان، كما جاء في حديث جبريل المشهور، وكما في الآية التي أشار إليها السائل الكريم.

مع أن كلا من الإسلام والإيمان يقوم مقام صاحبه عند عدم ذكره، كما في قول الله تعالى: وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ{آل عمران:102} فقد قال أهل التفسير معناها: محسنون بربكم الظن، وقيل مخلصون، وقيل مفوضون، وقيل مؤمنون.

وفي تفسير ابن كثير: قوله تعالى: وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ {آل عمران:102}. روى الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أحب أن يزحزح عن النار وأن يدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه. اهـ

وعلى هذا فالإسلام هنا شمل الإيمان أيضا، كما قرر ذلك أهل العلم. وسبق بيانه بالتفصيل في الفتويين رقم: 36680، 47159.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني