الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستدلال على إباحة الغناء بطرب الطفل به.. مسلك خاطئ

السؤال

ما رأيكم فيمن يقول أنه بما أن الإسلام دين فطرة فالطفل الصغير حينما يسمع الغناء و الموسيقى يتحرك طربا وفرحا وبذلك فالطفل وفقا لفطرته يعجبه ذلك و بذلك يستدل على جواز الاستماع للموسيقى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن بيَّنا أنواع الغناء وحكم كل نوع في الفتويين: 987 ، 5282. والغناء المحرم لقبح كلماته وسوء ما يدعو إليه، أو لاقترانه بالمعازف لا يصلح أن يستدل على إباحته بطرب الطفل به لكونه على الفطرة، فإن الفطرة التي يولد عليها الطفل لا يراد بها ما يميل إليه بذوقه، وإنما يراد بها الإسلام، أو الجبلة المتهيئة لقبول الدين، كما سبق بيانه في الفتويين: 108501 ، 117798.

وقال الراغب في المفردات: فطرة الله: هي ما ركز فيه من قوته على معرفة الإيمان، وهو المشار إليه بقوله: ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله . انتهـى.

ومن المعلوم أن الطفل في مرحلة الرضاع يتعرف على الأشياء بفمه وذوقه، وأنه قد يستلذ بعض الأشياء النجسة والمحرمة والمضرة، فهل يصلح الاستدلال بذلك على جوازها، وكونها موافقة للفطرة ؟!. ومن المعلوم أيضا أن من سنن الفطرة قص الأظفار مثلا، فهل عدم إقبال الطفل على ذلك يعني أنها ليست من سنن الفطرة.

وهذا على فرض أن بعض الأطفال يطربون عند سماع الغناء والموسيقى، وإلا فإن الكثيرين منهم لا يطربون لذلك بل قد ينزعجون ويبكون عند سماعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني