الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعلق الشديد بشخص ما هل هو من السحر

السؤال

مشكلتي أنني تعرفت على مساعد أثناء تأديتي الخدمة الإلزامية، وقد تعلقت بهذا الشخص كثيرا، وقد مضى لي عامان منتهيا من الخدمة الإلزامية، ومازلت متعلقا بهذا الشخص، وقد قال لي أحد الأشخاص بأنه قد يكون سحرك، والذي يدعو للعجب أنه حتى الآن يعرف كافة تحركاتي مع أنه يسكن في دمشق، وأنا في حلب. المسافة طويلة. أطلب منكم مساعدتي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالسحر كبيرة من الكبائر، لا يجوز اتهام المسلم به إلا عن بينة ويقين لا بمجرد ظن وتخمين. وليس في تعلقك به دليل على ذلك؛ لأن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف. والمرء قد يعجب بالمرء ويحبه لكريم أخلاقه وجمال خصاله وجزيل فضائله ونحو ذلك.

وإن كان الحب في الله كان ذلك أعظم لما فيه من الأجر والمثوبة وهو أوثق عرى الإيمان. وما عداه من الحب مؤقت سرعان ما يزول ويتلاشى، سيما في الآخرة، قال تعالى: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ {الزخرف: 67} وقد بينا حكم الحب في الإسلام وأنواعه وكيفية علاجه فانظر في الفتويين: 58152، 5707.

وإذا كان هذا التعلق من قبيل الشهوة فهذا مورد خطير ويجب عليك قطع علاقتك بهذا الشخص، وراجع الفتوى رقم: 8424.

وأما معرفته لأمورك فلعله اطلع عليها خلال بعض زملائك ونحوه، وإن كانت له علاقة بالجن فلا يبعد أن ينقلوا إليه أخبارك، لكن الاحتمال الأولى أقوى، ومهما يكن من أمر إذا بدت عليك علامات السحر وأعراضه فلا حرج عليك أن تسترقي وتعالج نفسك بما هو مشروع، ولمعرفة أعراض السحر وكيفية الرقية الشرعية انظر الفتاوى رقم: 13199، 2244، 27789.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني