الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاشتراك في مسابقة حقق حلمك

السؤال

أريد أن أسال سيادتكم عن حكم الاشتراك في مسابقة حقق حلمك على شاشة "ال ام بي سي"حيث طريقة هذه المسابقة تكمن بأن ترسل رسالة نصية إلى الأرقام حيث تكلفة الرسالة أغلى من تكلفة الرسالة العادية وهم يقولون إنها ليست مسابقة بل هي مساعدة للمشتركين ويمكن أن يبتسم له الحظ، فهل حكم الاشتراك بها جائز؟ وهل يعتبر المشترك فيها آثما رغم خسارته؟ وهل يستطيع أن يعتبرها صدقة للفائز؟ وكيف يتصرف بهذه الأموال التي ربحها؟ وهل تعتبر مثل وضع كل شخص جزءا من الأموال لكي يأخذها شخص معين أم لا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمسابقة المذكورة مسابقة محرمة شرعا لأنها نوع من أنواع الميسر، إذ يصدق عليها حد الميسر وهو عقد لا يخلو المشترك فيه من غنم أو غرم، والشخص الذي يرسل الرسالة بتكلفة أكثر من التكلفة العادية إما غانما بالفوز بالجائزة، وإما غارما بخسران ماله، والمقامر آثم سواء خسر أم ربح، بل إنه بمجرد طلبه للمقامرة يأثم فكيف إذا فعل وقامر؟

ففي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: من حلف فقال في حلفه واللات والعزى فليقل لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه أقامرك فليتصدق.

قال محقق الكتاب الدكتور مصطفى البغا: أقامرك ألعب القمار وهو أن يتغالب اثنان فأكثر في قول أو فعل على أن يكون للغالب جعل معين من مال ونحوه وهو حرام بالإجماع، فليتصدق ليكفر ذنب ما تكلم به من المعصية فضلا عن الفعل. انتهى.

وعليه فالدعوة إلى مثل هذه المسابقات والاشتراك فيها حرام وتسميتها من قبل القائمين عليها بالمساعدة أو بجعلها مثل جمعية الموظفين القائمة على القرض المتبادل وغير ذلك من الأسماء لا يغير من حقيقتها المحرمة.

وإذا حصل واشترك واحد فيها وربح فإنه يلزمه أن ينفق الجائزة في وجوه ومصالح المسلمين العامة مع التوبة إلى الله عزوجل، وإذا كان الفائز فقيرا محتاجا فله أن يأخذ من الجائزة بقدر حاجته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني