الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يفعل من نزلت به نازلة ولم يستطع سؤال أهل العلم

السؤال

سؤالي هو إذا أشكلت علي مشكلة ولم يتيسر سؤال أهل العلم فماذا أفعل، هل أستخدم علمي البسيط مع المنطق والقواعد العامة مثل أن الأصل في الشيء أنه حلال، التيسير إلخ أم ماذا أفعل؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها وإذا لم يكن في وسعك سؤال أهل العلم فعليك أن تتحرى الصواب وتجتهد بما تستطيع حتى تجد أهل العلم، ففي صحيح البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة، فأدرك بعضهم العصر في الطريق فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيها، وقال بعضهم: بل نصلي لم يرد منا ذلك. فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحداً منهم.

وقال معاذ رضي الله عنه لما بعثه صلى الله عليه وسلم إلى اليمن: أنظر في كتاب الله، فإن لم أجد ففي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن لم أجد أجتهد رأيي ولا آلوا..

وبناء عليه؛ فإذا نزلت بك نازلة لا تحتمل التأخير ولم تستطع سؤال أهل العلم أو لم تجدهم فما عليك إلا أن تتحرى فيها الصواب وتعمل بمقتضى ذلك؛ إذ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها..

وأما إذا كنت تجهل حكم المسألة وتستطيع سؤال أهل العلم لكنك تتكاسل عن ذلك فلا يجوز لك أن تعمل بمقتضى رأيك المجرد، لقوله تعالى: فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {النحل:43}، وقوله صلى الله عليه وسلم: قتلوه قتلهم الله، ألا سألوا إذ لم يعلموا، فإنما شفاء العي السؤال. رواه أحمد من حديث جابر..

وللفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 99453، 2652، 38050، 45387، 17519.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني